ذكريات الأعراس في رنكوس
حلي العروس
كانت صيغة العروس في القديم في البلدة مصنوعة من الفضة ولا يملكها كل أحد موجودة عند بعض الأسر والبيوت المنعمة والمترفة لحد ما والمتوارثة من الأولين.. وتستعار يوم العرس بيوم أو يومين وهي عبارة عن عبيدية توضع على الرأس وتصل إلى منتصف الظهر لا يقل وزنها عن خمس أو أكثر من الكيلوغرامات وعدة أطواق من الفضة والخرز الملون المغلف بالفضة ورشرش وزنار عريض من الفضةوودندشات ونثرياي مختلفة ومنوعةوالزنار الذي تلبسه ويسمى الرخت وهومرصع بالخرز الأزرق والأحمر ومواسير من فضة على الأجناب وبيت على الجنب يسمى حجابا وأساور من فضة وردانات من قماش على الجنبين وحدث عن أطواق الخرز .
قديبلغ وزن ما تلبسه العروس يوم عرسها حوالي 20 كغ من فضة وخرز وقماش طبعا كل ذلك استعاره أهل العروس من معظم عائلات البلدة وتعاني المسكينة من التعب والعناء يوم الصمدة أكثر مما يعاني عريسها وليتك تعلم وقت اللي يتم جلي العروس وتصير الصويحبات وأم العروس وخالاتها وقريباتها يغنو ا لها ويحسبوا لها من كلمات وعبارات كلها فراقيات ويديها أحدهما سلامخد واﻷخرى على الرأس احتراما للمغنى له ..كلمات محزنة ومؤلمة يغينن فيها على فراق العروس وخروجها من بيت أهلها وكأنهاذاهبة إلى سجن أو منفى أو نحو ذلك والدموع تتساقط من عينيها كأنه يوم عاشوراء لا ينقص فيه إلا اللطم والجنازير .....وهي واقفة وسط الحلقة تتمايل يمينا وشمالا (عم تنجلي )وتشير بيديها إلى الحاضرات كأنها تودعهم مفارقة للحياة وينقلب الفرح والسرور إلى نشيج وزكام ونشق للأنوف ...وحبس للأنفاس بين مطلقة للصوت وبين كاتمة أنفاسها ومخفية دمعتها أو قد احترقت الدمعة من الجو الحزين وزحمة النساء في مكان العرض الذي يقطع الأنفاس لصغره وكثرة المدعوات والحاضرات بدعوة وبدون دعوة أمام عينيها كل هذه المشاهد مؤلمة لها . ومن المعلوم في علم النفس أن التقليد والمحاكاة في البكاء شيء طبيعي وحال العروس المسكينة التي تلف وتدور كدوران الأرض حول نفسها ..تحمل أثقالها ولا تستطيع أن تفعل شيئا ....تتنفس فيه الصعداء ... وتنتظر ساعةالخلاص بفارغ الصبر ..... ويأتي أهل العرس في موكبين مهيبين.... موكب للرجال يغنوا ويمدحوا ويبالغوا في المدح والإشادة بأهل العروس وعائلتها تسهيلا وتيسيرا لإنهاء المهمة وخروج العروس من بيت أهلها لعش الزوجية . ويأتي قريبات العريس في عراضة وأهازيج وزلاغيط وتستمر معاناة وقفة العروس في عملية جليها( يعني عم تنجلي ) تبدأ المغنيات بإعادة الكرة مرة ثانيةويشدن بوالدها وإخوانها وأعمامها وأخوالها كل واحد باسمه والعائلة كلهاإلى أن يأتي الأمر من والدها أو أخيها الكبير الذي يقوم بإخراجهامن بيتها إلى عش الزوجية . وتنتهي رحلة العذاب لتبدأ رحلة أخرى أشد وأنكى تحدث الأفاضل عن بعضها .وعقبال عند العزاب من الجنسين.
(د.موفق إسماعيل)
لباس العروس
العروس كانت تلبس ما يسمونه ردان في في كل يد هو عبارة عن قطعة قماش طويلة ملس أخضر اوابيض أو احمر على حسب لون التنورة كانت العروس تلبس في اليوم الأول تنورة مخمل أخضر وفي اليوم الثاني تنورة مقصبة لونها ابيض وفي اليوم الثالث تنورة مخمل احمر إذا أسبلت يديها العروس طرف الردان يلامس سطح الأرض تقريبا وكانت الردانات مشكوكة بالخرزالناعم والبريق من جميع اطرافه حتى يصبح ثقيل الوزن (الردان قطعة قماش تفصل على شكل مثلث متساوي الساقين)
عندما تتجلى العروس ترفع تمد يديها بشكل أفقي بمحاذاة الكتفين ويتدلى الردان ،
الله يكون بعونها شو بدها تحمل لتحمل
(Rankous Ahmad )
يوم الصمدة
ويسمى كذلك يوم الصبحية يوم مشهود للعريس بعد أن يلبس الطقم العربي ويشكل الجنبية على جنبه لازم يبقى العريس واقفا كل ما جاءت جماعة وعيلة وممنوع أن يجلس إلا بإذن وجيه العيلة وإذا نسي الوجيه يقل له تفضل اجلس يبقى ساعة أو ساعتين... وهكذا كل ما جاءت عيلة تبارك وتنتظر يخنة الحمص بعد العصر ويجتمع أهل البلدة ..وياكل العريس يا جماعة كم مرتب بالوقوف احتراما للناس المهنئين والمباركين من بعد ما يلبس البدلة إلى وقت الغداء أو العشاء .
وهذا ما شاهدناه وعاصرنا وكنا صغارا رأيتم كيف الاحترام والتقدير..
من يحنّيْ العريس ....مُلزم بـ؟
-الي كان يحني العريس يتوجب علي يلبسه ثاني يوم الظهر البدله كان اول يوم المسا الحنا وثاني يوم الظهر يلبسوا العريس والنقوط طبعا
خطف العريس
العراضة في الأعراس
كانت تقسم الى ثلاث عراضات ففي اليوم الأول كانت عراضة توصيل الحناء الى بيت أهل العروس بعد ان يتحنى العريس العريس يقوم الشبان وبعض النسوة من أهل العريس وقريباته بتوصيل الحناء الى بيت أهل العروس ب عراضة ويسمى هذا اليوم يو الحنا ويقول المرحوم أبو أكرم عندما يصل الى امام بيت اهل العروس (أبو فلان وسع دارك جت الزوار) وفي اليوم الثاني وبعد صلاة الجمعة(في أغلب الأحيان كنت الأعراس تبدأ يوم الخميس)كان أحد أقارب العريس يستضيف العريس في بيته )ويذهب الشباب اليه بعراضة ويعودا ومعهم العريس مرفوعا على الأكتاف ويقولون حبنا العريس وجينا....عند الوصول الى بيت العريس يقوم الذين حنوا العريس بتلبيسه بدلت العرس وفي المساء يذهبون أهل العريس والشباب جميعا بعراضة كبيرة ليجلبوا العروس من بيت أهلها وكانت عادات حلوة وجميلة يقول ابو العروس او أحد اقاربها لم تخرج العروس حتى فلان يغني لنا بيت عتابا والأحلى في الموضوع يختاروشخص لا يعرف الغناء لكن يتم ذلك من اجل المرح والضحك كانت ايام أبائنا وأجدادنا بسيطة وليست معقدة مثل هذه الأيام مليئة بالسعادة والفرح والمرح والسروراللهم أعد علينا راحة البال والطمأنينة والهناء يارب العالمينوهناك عراضة متكررة لاستقبال وفود الضيوف ، فكل وفد يأتي لحضور العرس يبدأ الوفد بأهازيج العراضة ويقابله عدد من شباب العريس أو العرس بعراضة ترحيبية مماثلة اكراما لهم
وﻻ تنسوا حفلات العتابا من أبومحمود كمال نصر ومحمد الغماز وغيره ولا تنس عرضة الحاج فياض عمر طار طير العز ياصبيان طار.
ولاتنسى أغنية حملتونا حمل ثقيل ما تشيلوا عوج الرقاب وبالمناسبة في واحدة من قريباتنا يوم طلعوها من بيت أهلها عملوا النسوان لها عراضة وقالوا فيها : جبنا بنت اﻷمارة لإبن رئيس الوزارة .
عجينة العروس
عند وصول موكب العروس الميمون وقبل دخولها الى أرض الديار ، تقوم بلصق العجينة على حيط الدار حيث يسمح له برميها ثلاث مرات حتى تلتصق
فإذا التصقت تستبشر العروس بحياة زوجية سعيدة مديدة
وإذا ما لصقتها بينتزع مرائها وباعتقادن إنه الحياة الزوجية مالح تستمر .
بالنسبة للعجينة فتكون من صنع الحماية على الغالب والله يعين العروس اذا كانت ضعيفة البنية وما استطاعت الصاق العجين على جانب مدخل الدار .
ولا يخفى على السامعين بأن هذه العجينة تسبب إشكال وإحراج ومنافية للدين لكنها كانت موجودة فعلا وتحمل معاني خاطئة وهذا على قدر علمهم وحدود إدراكهم .
لكنها كانت موجودة ويمكن ﻻ زالت حتى اﻵن حسب ظني .ويبدو أنها من باب الحرب النفسية من الحماية باتجاه العروس لتحطيم نفسيتها قبل الدخول والانصياع للسلطة الجديدة
طعام العرس
يمسيك بالخير يا يخنة الحمص والله اشتقنالك كثير.كنا من قبل ما نزفّر(تشديد الفاء) ونشم ريحة اللحم إلا لما يصير عرس بالبلد وخاصة من أبناء الحارة باﻷخص حيث كانت الطناجر والسطول تنتشر في الحارة وتطرق اﻷبواب وكان لكل بيت طنجرة برغل وسطل يخنة ( معروفة اليخنة) من أهل العرس .الله يرحم أيام زمان *.
وبعدين طلعتني زبدية المحلاية و فطيرة وربات لا تسمن ولا تغني من جوع وهمسوا في أذن من يريد أن يعمل الوليمة بالصفيحة وقالوا : الصفيحة فضيحة حتى ما يخلوا أحد يعمل صفيحة وحرمونا الله يهديهم وحرموا الجيران من اليخنة ومن الصفيحة . وطارت المصاري للكوفيرات والصالات وبدلات العرايس .(د.موفق إسماعيل)
-وكان الشيخ محمد عبد السلام والشيخ ظاهر بعيون شفاهما الله وبارك لنا في أعمارهما كانا يتوليان الطبخ في الأعراس والمناسبات ، وسبحان الله العظيم لهما نفس طيب على الأكل ويلي ماأكل من تحت ديهم مابيعرف طعمة اليخنة ...حسب المثل المشهور للمبالغة بلذة الطعام.(1)
-ولاتنسوا ابو اكرم ضميرية فقد كان المرجع في المناسبات الكبيرة، او وجود ضيوف غرب، وقد امضى شطرا من حياته في مطعم شركة نفط العراق، وكان يتقن الطبخ العربي والأجنبي، وانواع الحلويات، وعندما ضربها العمال ردا على ضرب بور سعيد، في العدوان الثلاثي1956 وتوقف العمل فيها فترة طويلة ، عمل في مطعم فتدق كبير في لبنان.(2)
ولاننسى الحاج المرحوم احمد حسن ضميريه والد الشيخ حسن كان من الطباخين فى الموالد والاعراس(3)
*هذه ضريبة (الحضارة) وزوال الخصوصيات، المهم المحافظة على القيم، وأن لاتغير المظاهر الجوهر، ولن نستطيع الوقوف أمام زحف العولمة، المهم أن نكون فاعلين، معتزين بما لدينا من قيم، لماذا قالت العرب: تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، في كثير من المواقف، أتمنى أن نكون جاهليين:
ولي فرس للحلم بالحلم ملجم
..ولي فرس للجهل بالجهل مسرج.
ونحن عندما نتحدث عن رنكوس ليس تعصبا، بل حبا ووفاء واعتزازا، فمن لايحترم ذاته، ويحب اهله، ووطنه الصغير ، ويعتز بالانتماء إليه، لن يحب وطنه الكبير وأمته، لماذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم يفتخربانه رعى الغنم بالقراريط، وأنه كان ابن امراة من قريش تأكل القديد.المعدن الجيد لا يتبهرج بالأصباغ المستوردة الزائفة. (يكفي رح ندخل بالتحليل النفسي)..(م.يحيى ضميرية)
1- أحمد عبد اللطيف
2-عبد الرحمن دقو
3 ياسر ضميرية
إضافات تحتاج مراجعة
نماذج عن الاغاني للعروس، مثل آويها والجلي ::
لا تبكي يانور العين لاتبكي...
لا نك غريبة ولانحنا نغربكي...
واجا بيك على باب الدار يودعكي
قال يا فرقة البنات ما صعبكي
مما يدل ان الزواج لغير اولاد العم، والعيلة كان قليلا
وعن زواجات المصلحة والمصالحات، بتزويج العرايس لبعضهم،وزواج القيضة
د.موفق اسماعيل كنت سمعت بعض اﻷغاني والإيهات من عماتي وخالاتي الله يرحمهم لكن كما ذكرته لك أبا هيثم ولا يهون الإخوان أني لا أحفظ وكنت معجبا بمعانيها وتركيب كلماتها وتحتاج لفنان لغوي حتى يأتي بمثلها وأذكر على سبيل المثال أخواتنا وأهلنا بيت عاشور اللاتي تميزن بمثل ذلك من خلال صلة القرابة لهم والمصاهرة كما تميز غيرهم من عائلات البلدة بذلك وإنك لتجد فيها الحكم واﻷمثال والبلاغة والجزالة وقوة التعبير .وأتمنى على اﻹخوة يشوفوا كبيرات السن الله يطول بعمرهم ويلتقطوا منهم بعض هالجواهر لتكون من التراث الشعبي الفني للبلدة حتى لا يضيع كما ضاع غيره بس بدون تعليق رجاء ...وياليت مستقبلا يصير في بلدتنا مركز يحتوي على التراث من الملابس والحلي والبنادق القديمة والمواعين وجرن جارتنا ام على عبد المنعم الله يرحمها جدة الأستاذ حاتم عمر أبو عدي الذي لم يشاركنا حتى الآن وأترك له قصة الجرن وتنزيل صورته إن كان موجودا على صفحة المجموعة وكان مخصصا لتصنيع القمحية وكنت قد عوقبت أيام طفولتي في المدرسة من أجل شكوى أم علي للأستاذ ابو رشاد العاصي مع بعض أوﻻد الحارة من أجل هذا الجرن الذي لا أنساه ..وغير ذلك من الموروثات النادرة داخل البلد وأنا على استعداد لتقديم كل ما عندي وله علاقة بتراث بلدتنا ليراها اﻷجيال بأعينهم ويعرفوا شيئا من تراث بلدتهم المتنوع
إضافات تحتاج مراجعة
نماذج عن الاغاني للعروس، مثل آويها والجلي ::
لا تبكي يانور العين لاتبكي...
لا نك غريبة ولانحنا نغربكي...
واجا بيك على باب الدار يودعكي
قال يا فرقة البنات ما صعبكي
مما يدل ان الزواج لغير اولاد العم، والعيلة كان قليلا
وعن زواجات المصلحة والمصالحات، بتزويج العرايس لبعضهم،وزواج القيضة
د.موفق اسماعيل كنت سمعت بعض اﻷغاني والإيهات من عماتي وخالاتي الله يرحمهم لكن كما ذكرته لك أبا هيثم ولا يهون الإخوان أني لا أحفظ وكنت معجبا بمعانيها وتركيب كلماتها وتحتاج لفنان لغوي حتى يأتي بمثلها وأذكر على سبيل المثال أخواتنا وأهلنا بيت عاشور اللاتي تميزن بمثل ذلك من خلال صلة القرابة لهم والمصاهرة كما تميز غيرهم من عائلات البلدة بذلك وإنك لتجد فيها الحكم واﻷمثال والبلاغة والجزالة وقوة التعبير .وأتمنى على اﻹخوة يشوفوا كبيرات السن الله يطول بعمرهم ويلتقطوا منهم بعض هالجواهر لتكون من التراث الشعبي الفني للبلدة حتى لا يضيع كما ضاع غيره بس بدون تعليق رجاء ...وياليت مستقبلا يصير في بلدتنا مركز يحتوي على التراث من الملابس والحلي والبنادق القديمة والمواعين وجرن جارتنا ام على عبد المنعم الله يرحمها جدة الأستاذ حاتم عمر أبو عدي الذي لم يشاركنا حتى الآن وأترك له قصة الجرن وتنزيل صورته إن كان موجودا على صفحة المجموعة وكان مخصصا لتصنيع القمحية وكنت قد عوقبت أيام طفولتي في المدرسة من أجل شكوى أم علي للأستاذ ابو رشاد العاصي مع بعض أوﻻد الحارة من أجل هذا الجرن الذي لا أنساه ..وغير ذلك من الموروثات النادرة داخل البلد وأنا على استعداد لتقديم كل ما عندي وله علاقة بتراث بلدتنا ليراها اﻷجيال بأعينهم ويعرفوا شيئا من تراث بلدتهم المتنوع
*****
عبدالرحمن دقو بالمناسبة ، ربما كان البكاء والنحيب بشدة ولا يبعد بيت العريس عن أهل العروس سوى مائة متر مثلا الا أن الأمر كان يعتبر انسلاخا عن العائلة ولا وجود لمفهوم تشكيل أسرة جديدة وهي سنة الحياة وأعرف بعض من الأباء ممن بلغ من العمر عتياً كان لا يحضر عرس بناته من منطلق أنه عيب ؟ ولا يزورها ليبارك لها الا بعد سنة تقريبا حيث تكون الأمور قد قبلها في رأسه ؟ سبحان الله ربما من شدة الجهل وتقصير أهل العلم آنذاك ان وجدوا في حينها .
Rankous Ahmad سأذكر حادثة صارت معي شخصيا .
رحم الله أبي وجميع أموات المسلمين أعطى أخواتي قطعتين أرض فبعنا لهن قطعة ووضعنا ثمنها في مشروع صغير والربح كما يقال لهن فقال لي أحد الأشخاص في يوم من الأيام رحمه الله توفي سابقا (ما عم يجيك مصاري من المكان الفلاني)
فقلت له ليس لي علاقة هذا المبلغ ليس لي ؛
كان جوابه لي فلان وفلان ناقصهن مصاري أكثر منك المقصود ب فلان وفلان أزواج أخواتي ما رأيكم بذلك
تعليقات
إرسال تعليق