وجهة نظر

قال لي ابني في رسالة يعاتبني بمناسبة انطلاقة مجموعة رنكوس الماضي والحاضر والمستقبل قائلا لي يا والدي :إذا كان للبلدة وجه مضيئ فإن الوجوه المظلمة كثيرة جدا. أنسيت المظالم بين الناس أم نسيت حالات النصب والاحتيال والسرقة والنهب والسلب أم نسيت حال المنافقين الذين يسعون في اﻷرض فسادا.
فرددت عليه هون عليك نفسك نحن نتحدث عن اﻵباء واﻷجداد وما كانوا عليه من الطيب وسلامة الصدر والفطرة السليمة أوﻻ ..نحكي حكاياتهم ونسمع عن مجالسهم.. وأشعارهم... ونخوتهم.. وفزعتهم ..وعفتهم.. وصبرهم.. وشجاعتهم.. وكرم أخﻻقهم.. وتعاونهم ..وتعاضدهم.... وتضامنهم.هذا بعض صفاتهم .أما حالنا اليوم فلا نشك بوجود سلبيات وانحرافات عند البعض وحالات نهب وسلب ووووو...لكن هل نستسلم لهذه السلوكيات وندعها تتمدد وتنمو وتطفو ويتأثر بها الناشئة. إن هذه اﻷمور والانحرافات ما كانت لتنتشر لو تصدى لها المصلحون وساد العلم النافع وتعاون الجميع على محاربتها وبيان أضرارها ونتائجها .
مهلا يا ولدي لو قعدنا جميعا وأدرنا لهاظهورنا وتهربنا منها لحاسبنا الله على تقصيرنا وتفريطنا .ثم من الذي يعلم الناس ويذكرهم ويأمرهم وينهاهم.
يا ولدي ألسنا جسدا واحدا وأسرة واحدة والخطأ وارد في حق اﻹنسان ( كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) .
فلتتسع صدورنا في تصحيح واقعنا الذي تراكمت فيه اﻷخطاء والانحرافات ﻷسباب عديدة لا مجال لذكرها ولنحتسب في أمرنا ونهينا وتصويب أخطائنا دون تشهير أوتجريح .
يا ولدي أنا أسألك ما الذي قدمته لبلدتك وأنت في بلاد الغربة؟ هل نقلت لنا الخبرات والتجارب والعادات الحسنة التي لا تتعارض مع أخلاقنا وسلوكنا وديننا وعادات بلدتنا ؟.وغيرك من أبنائنا في الغربة مطالبون بمثل ما طلبته منك .ولو قدم كل واحد منا فكرة طيبة وإبداعا واحدا وخدمة إيجابية لفاض الخير فيها وصار يشار لبلدتنا بالبنان.
فاقتنع ولدي بما قلت ووعدني خيرا في نقل ما يستطيع لنا من خبرات في التنظيم والتعامل خاصةفي طريقة تعاملهم مع اﻷطفال .

ـــــــــــــــــــــــــ

د.موفق إسماعيل