حكاية التنور في رنكوس


كان في بحارتنا تنور خلف جامع الساحة، في بيت حسين فطوم، لاتزال صورته محفورة بالذاكرة لم تستبدل بشيء، كنا نخبز كل أسبوع مرة تكفينا طول اﻷسبوع، كنا صغار وكانت مهمتنا نطالع الحطب من المغارة عنا اللي ما بتبعد أكثر من 30 متر عن التنور، إضافة لمراقبة الوالدة وهي بتعجن، ومراقبة النساء أثناء الخبز والبقاء قربهم ﻷنو بآخر العجنة يعملولنا كعكة، كانت الكعكة من نفس العجينة لكن شكلها مختلف عن الرغيف ، مع الدهشة طول فترة الخبز كيف أن من تخبز تمد يدها داخل التنور لتخرج الرغيف.
بعد كم يوم الخبز يصير بحاجة لقليل من الترطيب بالماء حتى يمكن أكله. و أحياناً حرف الرغيف بيكون سميك، لكنه يبقى أطيب رغيف خبز أكلناه ومافي شي بياخد محله. وكنت شخصياً بوقتها أشعر بالحزن على الناس اللي مابتخبز وبتروح تشتري من الفرن ، فرن بيت درموش أو الفرن اﻵخر (لا أذكر اسمه). 


كانت المرحومة مرت عزو خالد هي من عملت تنور بساحة (بيت ضميرية) وجعلته سبيلا عاما، وكانت تخبز، وتساعد من يخبزون بدون أي أجرة .

كان يتواجد في كل حاره تنور ، وكان من المتعارف عليه : سيدة تجيب الشيح للتنور والثانية ترق العجين والثالثة تقطع العجين الى أقراص ( تقريصه ) والرابعة تضع رغيف العجين بالتنور ، ويمكن أن تقوم بهذه المراحل سيدة البيت وابنتها أو جارة لها ،وعادة يكون هناك اخطار أو اعلام لباقي العائلات لمن ترغب بخبز ما لديها من عجين على اعتبار أن التنور بذلك لا يحتاج الى حطب من جديد .

التنور بعده ذكرى لجمعة نساء حارتنا، وتبادلهن اﻷحاديث من دون واتس أب. ذكرى التنور مرتبطة بالبركة اللي كانت موجودة رغم القلة، الخبز بالتنور وقتها كان مثل كتير من اﻷعمال بدها كثير أيادي تجتمع مع بعض.

أحمد عبداللطيف اذكر كان في حارتنا الكواع 
تنور بيت أبوعلي بكري 
وتنور ستي أم توفيق رحمها الله
وتنور بيت أبوأسعد سوسق (زهية ) رحمهم الله تعالى
وتنور خالتي سعدية أم نواف 
والكثيرين ممن لست أذكرهم هذه بفترة الثمانينات 
Rankous Ahmad وأتذكر عندما كنت أعود من المدرسة على طريقتا تنورعند بيت المرحوم ابو نوري القزح رحمه الله لأغلب أهل الحارة في تلك المنطقة
M Yh Dem في حارة بيت ضميرية (كمايقولون) كان هنالك تنور في بيت جمعة عثمان ضميرية (ابو التسعة)وتقوم عليه(ام التسعة )وتخبز بالاجرة فقد كانت تعيل ايتاما.

وتنور في الساحة جنب بيت حمود ومحمود دوكة خارج البيوت، وتخبزعليه عيشة دوكة، وكان عندها مجرشة برعل، تقصدها اهل البلد، وهكذا يكاد يكون في كل حارة تنور عام، اما تنانير البيوت فكثيرة، ونحنا كان عندنا تنوروكذلك كثير من الناس، ولم يكن احد يمنع احدا من ان ياتي الى داره الخبز، والبوابات لم تكن تغلق ابدا في النهار، وكان ذلك عيب وبخل من أصحاب الدار
عبدالرحمن دقو حياك الله أستاذ وكما أعرف أنه لم يكن للتنور باب يغلق فيبقى مفتوحا على الدوام ، وان وجد فهو ليس بباب بقدر حاجز خشبي صغير منعا لدخول الحيوانات أكرمكم الله . وتفسير ذلك ما يتوفر من محبة وايثار وحب قضاء مصالح الأخرين .


أ.محمد نايف سوسق تتكون طينة التنور من تراب غضاري تأتي به النساء به من القباضة سابقا ويدق بالعصي حتى يصبح ناعما لذلك يقال أكل بدن تراب تنور ثم يضاف للتراب بعد نخله العور أو التبن الخشن كي يتماسك مع بعضه عندما يجف ثم يجبل بالماء فيصبح طينا وتقوم المعلمة بوضعه في المكان المخصص دوائر طينية متصلة بإرتفاع عشر سم تقريبا كمدودك أول وعندما يجف يوضع الدور الثاني وهكذا حتى يصبح إرتفاعه مناسبا وعند جفافه تماما يليس من الداخل بالطين كاملا حتى يصبح بمستوى واحد وناعما ثم يبيض بتراب كلسي من الخارج مع مصاطبه هذا مارأيت والدتي تفعل حفظها الله وحفظ جميع أبائكم وأمهاتكم ورحم من سبقنا لرحمته.


Rankous Ahmad اضافة الى ما ذكره الأستاذ محمد نايف كانوا يوضعوا صفا من الفخار المكسر بالتساوي في كل دور في قلب الطين المجبول والمدعوم بالتبن وبعد الانتهاء من صنع اربعة او خمسة صفوف يأتون بحجر أملس شكله كروي يدلكوا به الطين من جهة الداخل وسط التنور ليصبح حائط التنور ناعم الملمس حتى لا يخرج التراب مع الخبز.


M Yh Dem الكارة:شبيهة بمخدة اسفنجية، تحشى بالخرق، محدبة من الجهة التي يوضع عليها الرغيف،ويوضع لها مقبض من الجهة الاخرى تمسك بها من تضع الرغيف على جدار التنور الحامي كيلا تحترق يدها.
ولميزر:حرف الواو سقط ضمن النص، ولوروده مكررا صحيحا لم اعدله، وهو قماش يكون وجهه الخارجي من صوف كالعبي القديمة، او التي يلبسها الرعاة والبدو لتقطيع العجين عليه، وفرده، فلم يكونوا يستخدمون الشوبك

- بعد نهايه العمل وقد خبز من خبز كانت والدتي أطال الله في عمرها واعمار والديكم تضع الحمص الحب وقليل من اللحم المجفف (الأوراما) في كوز من الفخار الى ثان يوم وتخرجه وقد استوى على نار هادئة وسبحان الله لم نعرف أطيب من هذه الوجبات ودمتم لرنكوس

د.موفق إسماعيل وأزيدكم من الشعر بيتا لوظائف التنور منها دفن جرة الحمص والفول .وصدقوني ما بتنسوا طعم صحن الفول والحمص بالجرة وسط الجمر من المساء حتى الصباح.

عبد الرحمن دقو وظيفة ثانية للتنور بهد ما ينتهوا من الخبز جميعا يأتون بالملابس ويعملوا له نفضة لتتساقط منها حشرات كانت معشعشة فيها لن أسميها حتى ﻻ أفسد عليكم طعم خبز القمح ورائحته الزكية المنبعثة منه وكلمة تفضل كل خبز سخن تطرب اﻵذان وكذلك ريحة الفول والحمص . ورائحة فطاير القريشة ونخالة الكشك .
بالمناسبة الى هذا التاريخ يمنح في أي ترخيص بناء في الجارة قرية تلفيتا مكان لبناء تنور ويعتبر حاله كحال الكراج أو جزء من العقار المرخص .

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على بلدتك رنكوس

مع الرقية للأم الرنكوسية

صور مضيئة من عادات وأخلاق أبائنا وأجدادنا في رنكوس