صور مضيئة من عادات وأخلاق أبائنا وأجدادنا في رنكوس
على سبيل المثال لا الحصر .
1- التعاون والتعاضد والمساعدة من صور ذلك التعاون وقت البناء خاصة حين يريد صاحب البناء أن يسقف بيته يجتمع شباب البلدة لمؤازرته ومعاونته، وكذلك الشأن وقت الحصاد وانتهاء موسمه يشارك الجميع في حصاد الزرع دون مقابل*.
2-العصف والبذل والعطاء ومن صور ذلك في بداية الربيع حين يعود أصحاب المواشي واﻷغنام من المشتا يبقون في البلدة عدة أيام ويقومون بتوزيع الحليب على أهل البلدة مجانا ، كل أصحاب المواشي كانوا يفعلون ذلك حسب ما سمعت ومن كل العائلات الكريمة.
وقد كانوا يمرحون مواشيهم على مقربة من القرية لمدة ثلاثة أيام تقريبا وكنت ترى القدور تمتلئ بالحليب وتوزع على البيوت وما أجملها من صورة رائعة تمثل الجسد الواحد ومن هؤﻻء إخواننا بيت عبد الجليل وبيت سليمان بيت عبد الرحيم وبيت يونس وبيت عاشور وبيت عودة وضميرية وبيت البيطار ومعظم العائلات الكريمة الفاضلة شو بدي عد لعد، وكانت البلد تمتلك ثروة حيوانية كبيرة وكنت ترى التعاون حتى بين الذين لديهم بعض الشياه اثنتان أو ثلاثة من الجيران يقرضون الحليب لبعضهم البعض من أجل أن يستفيدوا منه في صنع اللبن أو استخراج السمن العربي أو غير ذلك .أيام حلوة وجميلةصحيح أنه كان في فقر وعوز وقلة موارد وعملة بين أيدي الناس بس كان في شيء مهم أهم من ذلك كله كان الحب والصفاء والحنان وسلامة القلوب من الحسد والحقد والكراهية وكان في عطف وصلة أرحام وزيارات ولقاءات بين الناس**.
3-المشاركة في الأفراح واﻷتراح ومن صور ذلك حضور أهل البلدة جميعا في اﻷعراس ومشاركة أهل العرس فرحتهم .وعكس ذلك إذا توفي أحد في البلدة تتوقف اﻷفراح وتؤجل الى وقت متأخر أو تلغى جميع مظاهر الفرح والبهجة . وكنت ذكرت قصة سمعتها من والدي رحمه الله عن بقرة بيت عبد الحق ( من آل البيطار )أعلن الحداد في البلدة تضامنا مع صاحب البقرةومساعدته فيما بعد لشراء بقرة عوضا عنها.
4-إذا تعرض أحد من البلدة لاعتداء أو ظلم من خارج البلدة.. خرج أهل البلدة لمؤازرته ورد الظلم عنه ﻻ يتخلف عن ذلك إلا أهل اﻷعذار .
5- توقير كبار السن وتبجيلهم واحترامهم وإنزالهم منازلهم في كل المناسبات واللقاءات .
6-قبل انتشار وسائل النقل الجديدة ( المكرو باص ) كان الفلاحون يذهبون الى مزارعهم عبر وسائل النقل المتوفرة لأي كان فيكفي أن تقف على الطريق ليقف أيا كان من أبناء البلدة ليقلك بالمجان طبعا وهذا الأمر ليس بالبعيد .
7-من الأمور المميزة في البلدة أنه إذا مرض أحد الأبناء أو نزلت به نازلة ...تتوافد أغلب أهالي البلدة لزيارة المريض والإطمئنان على صحته وعرض الخدمة الممكنة على والد المريض
حتى أنك تشعر أنك في عائلة واحدة كبيرة .
8-رحم الله أموات الجميع ورحم أسعد محمود درموش ، وكان عندو كرم في مزرعة الركاكيب والمنطقة لم يكن فيها أشجار ومواصلات كما هو اليوم ، المهم كان يقطف عنب بمقدار سلتين (سله ) ويحطهم على الطريق العام ( شْرَيّكْ ) ليأكل منه كل عابر طريق ( لم يكن حينها آليات الا القليل ) ، وحتى لا يحرج أحد ..ويقوم بتجديد العنب بشكل يومي حتى انتهاء الموسم .
9-اذكر عن الشيخ ظاهر بعيون شفاه الله وعافاه أنه كان يوقف أربع شجرات تفاح في مزرعة عنان التي تحاد الطريق العام حتى إذا مر عابر سبيل وأكل يأكل حلال زُلال
وَمِمَّا أذكر عن والدي رحمه الله تعالى ورحم أموات الحاضرين ،إذا ضمن مزرعة الكرز يقول للضمان الشورة المحادة للطريق ليست للضمان فسألته لماذا قال هذه زكاة من قطف منها الله يباركله وما بقي منها اقطفوه ووزعوه (أحمد عبد اللطيف)
أما الفلاح العائد من كرمه أو تيناته، بتنكات التين والعنب فيضيف ع الماشي من يلقاه بعنقود عنب او كم تينة، والاخذ غالبا بشكل رمزي،
أما الاهداء للجيران، فمعروف:الله يرضى عليك ياإبني، أوللبنت، خذو لجيرانا ، ما عندهم.
10- والمصانع التي تحفر لتمتلئ بالماء على الطرقات وكان منها العشرات، وتحرص الناس على حمايتها وتنظيفها.وكانت قبلها العيون التي تحفر، ليشرب الناس، ويسقوا أنعامهم
ثم صار الناس يضعون خزانات ماء ويملؤونها لعابري السبيل، ثم صار سبيل الماء الجاري
11- من العادات:توزيع الخبز، فالتي تمر على تنور ، واصحابه يخبزون لازم تاكل خبز سخن، وعند عودة المرأة إلى البيت وعلى رأسعا معجن الخبز، إذا مرت أوالتقت بأناس لازم تقول :تفضلوا ع البركة، وكذلك لو سلم أحد على من يخبز.
هذا فيض من غيض وقليل من كثير .
وقد عاصرنا كل هذه العادات المضيئة في بلدتنا وغيرها كثير أتركه للأخوة الكرام ليتكلموا عنه ويبرزوه ليعلم أبناؤنا وأحفادنا كيف كان أهل بلدتنا أهل طيب ومعشر ونجدة ونخوة وشهامة و صفاء ومحبة ووئام وتعاون وتعاضد في الملمات والشدائد كالجسد الواحد .
- صور كثيرة في ذاكرة كبار السن ممن عاصر تلك النماذج من العادات والتعاون والنخوة ربما يقول أحدهم كان ذلك منذ زمن وقد تلاشت الى غير رجعة بحكم تبدل الأحوال فأقول : مهما انطلى الذهب بالشوائب فقليل من التنظيف يعود بريقه كما كان وأشد لمعاناً ، المهم : أذكر منذ سنوات قليلة قبل الثورة أن طفلا لأحد المتنزهين من عائلات دمشق قد تاه مساء ذلك اليوم ( يوم جمعة ) عن أهله قرب المشفى وكانت البلدة والأراضي الزراعية مغطاة بالثلوج ، وبحث عنه أهله كثيراً دون جدوى ، وكان من الممكن ان بقي طويلا في البرية أن يموت من الصقيع ان لم يكن طعاماً للوحوش ..المهم استنفر شباب البلدة ونادي منادي في المساجد أشعلت النخوة في شباب البلدة وانطلقوا مساء في البحث عن الطفل انطلاقا من شير الحقاب وصولا للجرنية والرقايم فيها شرقا والى القباضة وجبالها غربا وبين كل شب وآخر لا تتجاوز مسافة خمسين مترا الى أن وجدوا الطفل وقد أواه بن البلدة السيد عبداللطيف عاشور في الجرنية أبو محمد جزاه الله خير ( ملحمة الربيع والصاجية ) وأعلم أهل البلدة وانتهت المشكلة بكل ود ومساندة تعجز عن فعل ذلك دولة من حيث السرعة والجدية.
_____________
عبد الرحمن دقو
*كانوا يتعاونون في الحصاد، وقطف التين والعنب،فإذا انتهى جار من حصاده، وما زال جاره يعمل، يقولوا:يلا لنساعدهن بأمّان(بتشديد الميم) والأمّان هو الخط الذي يتخذه الحاصد أمامه في الحقل وغالبا ما يكون على طول ذراعيه من الجانبين.
**كان اصحاب الاغنام من اهل البلد في الشتاء يذهبون بالاغنام الى الغوطى وضمير وجوى ضمير وسبع بيار وبحيرة العتيبي واول الربيع يطلعو عالجرد ويعملو استراحه بالبلد قدر يومين اوثلاث ايام وشوف الشمندور والحليب بتكون الغنم عم تولد وبعدين بيطلعو عا الجرد عا عين فرح مااحلا المي الي فيها والوشل ومئسم والحبوق والخزنات كلها مزارع وكان ينصبو بيوت الشعر وما احلا القعده فيها والنقره بنصو اي موقد يحفر بارض البيت ويط فيها حطب
***د.محمود ضميرية: لقد كان الغنّامة ،بتشديد النون ،يذهبون بأغنامهم بداية الشتاء إلى البادية حيث الجو أكثر دفئا ،حتى إذا جاء الربيع يعودون إلى رنكوس فيقضون عدة أيام في البلدة يجزون خلالها صوف أغنامهم ويخرجون زكاتها في أهل بلدتهم ويوزعون حليبها صدقة وقربى ،ويجهزون أنفسهم للذهاب إلى المناطق القريبة من سلسلة جبال لبنان الشرقية،قرنة ،ثم الوادي،وغيرها ،وكانوا نهارا يرعون قطعانهم في ،الوطا،وهي الأراضي الموجودة أسفل البلد ،والتسمية جاءت غالبا بسبب انخفاضها نسبة للأراضي ،الفوقانية، وهي منطقة المزارع حاليا وكنت لا تسمع عند الغروب إﻻ صوت اﻷغنام هي وصغارها وكأن صوتها اﻷن يرن في أذني ،ويا له من صوت جميل، وربما هطلت الثلوج أحيانا وهم في مراعيهم ،وقد ،أخبرني أبو إبراهيم ضميرية،اللحام،بذلك فكان أبوه،أبو جمعة، رحمه الله يطلق من بندقيته طلقة كل عدة دقائق أتدرون لماذا ؟ الجواب في خاطرة قادمة بإذن الله
أما عن دور أمهاتنا وأخواتنا فقد كانت مهمتهن بالنسبة للأغنام،إضافةلﻷعمال البيت الكثيرة ،حلب اﻷغنام وصناعة الجبن واللبن وتنظيف الحظائر
تعليقات
إرسال تعليق