أم محمود على التنور


بقلم :م. يحيى ضميرية،

(الأحداث قريبة من الحقيقة، والشخوص افتراضية)

الزمان، والمكان: في شتاء، من أواخر الأربعينيات، أبو محمود باع البغل، والغنمتين ، وأراد أن يجرب حظه بالذهاب إلى فلسطين

أصبحنا ،وأصبح الملك لله، الشمس مشرقة، وطبقة من الثلج تغطي كل شيء
- هيا يابنات، خلّصت 1/2 مد عجين،وجهّزت (وقدة التنور) ، الله على بنات هذه الأيام (مايشبعوا )نوم ، الله ييسر لمحمود راح يدرس بالشرعية، وريحنا ، ا ن شاء الله يرجعلنا أستاذ
الله يرضى عليك يا فاطمة، شوفي تنور الساحة ، حطي لنا (دور) عند أم (أحمه)؛ أحمد
فاطمة، (تذهب وتعود مسرعة) :أمي، قدامنا جارتنا أم علي، وأم عبده 
الأم: الحمد لله، التنور حام، يوفر (وقيد)، حطي عباءة أبوك فوق (الميزر)، حتى يطلع العجين، الجو بارد، والخميرة صغيرة
آمنة ، آمنة ... قومي، (ودي الوقدة) ع التنور، أنا ما عاد روح، إبن جارتنا أم عبده، يطلّع فيي كل ما رحت وجيت، وشوفي حليمة تساعد أمك بالتقريص، ما يعجبها شغلنا .
= تصحو أختها الصغرى، ها .. شو عرّفك، رايحة. .. ... وتعود لتخبرأمها : أن حليمة،شغل ، شغل، بين المتبن ،والمغارة، والجلّة، وزق المي، حتى تكسير الحطب ! قلت لها، قالت: ان شا الله ، ساعة ، والاقيكِ ع التنور ،وأشوي (شوية )بطاطا للغدا، وتساعدنا، وتتسلى معنا، كما قالت-
- حملت أم محمود المعجن، على رأسها، وأخذت البنت الكبيرة(12)سنة
= الصغرى: الله يخلّيكن، معكن، أتعلّم التقطيع، والتقريص، أخاف وحدي .
- تدخل أم محمود، والصبايا، وتسلّم؛ ع البركة (هذه التحية على الخبز، وبيدر الغلّة،وهو دعاء بالبركة لأصحابه)
= يرد من في الداخل ( وإن كان لاباب للتنور غالبا): الله يبارك فيكن
على التنور: 
أم أحمد تتصدر المجلس على المصطبة على يسار ومقابل التنور، وبجانبها (الكارة)، ومحراك التنور،وغطاؤه، وبجانبها مكان لنشر الخبز الساخن ، وأمامها على المصطبة الثانية تجلس شلة من المساعدات.يخلعن أحذيتهن في الفسحة المنخفضة بين المصطبتين.ويفرد الميزر، ويوضع عليه قليل من الطحين، 
تتولى فاطمة،وحليمة تقطيع العجين وترقيقه،وتكمل وتعدّل أم محمود الرغيف ،وتناوله للخبازة، لتلفه بين كفيها،(اللتين غطتهما بكمي ثوب مقصوص، كما كان يفعل كبار الكتَبة، أيام زمان، كي لاتحرق أو تلوث يديها) ،بينما تتسلى الصغرى بالعبث ، وتقليد الكبار،وتتلقى بين الحين والآخر بعض الزجر والتأنيب، فتصبر، وتحتسب. مقابل سماع حكايات و(تلطيشات) النسوان 
وتتابع عملها كما يقول ابن الرومي :
مابين رؤيتها في كفّه كرة، ... وبين رؤيتها قوراء كالقمر. 
إلا بمقدار ما تنداح دائرة ... في لجّة الماء يلقى فيه بالحجر.
(لكن هذه المهمة لم يتولها سابقا الرجال،وبعد المطالبات النسوية بالمساواة انتزع الرجال هذه المهنة منهن نتيجة التقدم التكنولوجي)
ومع التسلي ببعض الخبز المقمّر، وتجاذب أطراف الحديث على مبدأ ( من كل وادي هراوة، مع حق السبق لأخي أبي محمد)
أم أحمد: ما شا الله، صاروا صبايا، يساعدونك، (بتخطبي فاطمة)؟
أم محمود: مازالت صغيرة، (فاطمة تطرق رأسها)
- (تجوزنا) قدها
= (لمين دخلك) ؟ 
- لابني أحمد، الله يرضى عليه بالوطا ،مع الغنمات، وأبوه راح ع حفير يطحن لنا عدل قمح، قبل (شي عيانة )
= والله ياأم أحمد نتشرّف، (بتعرفي معزّتك عنّا، بس..) اولاد عمها شباب، وتعرفي العوايد، دخلك خليني بعيدة عن وجع الراس
- الله ييسر لها ، ولبناتنا.
بعد ساعة من الزمن ، كانت أم محمود تلملم أغراضها، وتجمع الخبز في المعجن، وتحسب حساب أم أحمد ببعض الأرغفة كأجرة، 
وتعود إلى المنزل سعيدة ، وكلما مرّت بإحدى النساء أو المعارف، حتى الرجال:
تفضّلوا ع الخبز السخن،(عزيمة جادة) 
تصل المنزل، الحمد لله، أهم شي مونة الخبز مؤمنة، والخوابي والكواير، خير الله كثير
وجلست للغداء مع ابنتيها، مع صحن مجدرة، وراس بصل، وصحن لبن (مكبوس) من الصيف، ثم صحن دبس ، (فالشاي، والسكر، وكذلك الرز، للأكابر)، ونحنا الله ساترها،
الله يرجع لنا أبوكن بالسلامة، لوصي لكن (بو محمددوكة) على تنورة مخمل، ومنديل (قز) لي
وتغيب شمس يوم آخر مع أحلام عائلة (أبو محمود) ، يغلق باب الدار،ولا تنسوا وضع عامود خشب ورا الباب خوفا من شي ضبع جائع، وو(قدة ) للمسا،وكريك، لإزاحة الثلج وفتح الباب إذا الله بعث الثلج بالليل . - أشعلوا النار،وتعشوا ماتيسّر قبل العتمة -
صلوا العشاء، وأطفأت الأم سراج الزيت، وقرأت آية الكرسي، والمعوذات، ودعت: يارب رجع كل غايب لدياره، يارب سلّم رنكوس ، وأهلها.

*******

-قالت كانت الدنيي شتا والغنم ما عم يولد بعد، واللي عندهم قريشة مكبوسة قلال، بيجوز بتنانير حارتكن كان في طراشة أكثر، عنا كان اللي عندهم قطعان كبيرة منهم المرحوم يحيى الخرسا، والحجي عبد الجليل، ابوعبد الكريم وبيت ابو شعلان حسن واخوته رحم الله الجميع، كم كانوا طيببن
-الزيتون لم يكم يزرع، في أرض البلد، وكان بعض أصحاب الدكاكين يجلبونه، وكانت الوالدة تعملنا كدوشة زيتون ( يعني:عروسة) من الزيتون العطون
-كانو يقولوا تنور بيت فلان مدخن يعني شغال، معناها كان الو مدخنة، أوطاقة باالسقف.هذا استنتاج
-، ليس هناك شيء يلقى، كله يستفاد منه، الصفوة لأصحاب التنور، توضع مع السماد العضوي، وكانت تستخدم للجلي إذا لم يوجد الشنان

تعليقات

  1. The Star Gold Coast - JTM Hub
    The Star 양산 출장마사지 Gold 문경 출장샵 Coast, a luxury 남양주 출장마사지 hotel and casino located on 양산 출장안마 the Gold Coast in Queensland, Australia, features 2000 rooms and suites, five restaurants, a 화성 출장마사지

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على بلدتك رنكوس

مع الرقية للأم الرنكوسية

حكاية التنور في رنكوس