قصة بيع البلدة


هذه الصورة قريبة من الأربينة

لقد كان في يوم من الأيام المرحوم مصطفى عاشور جد العائلة رحمه الله وكان عضو من مجلس أعضاوات البلدة قوي البنية يذهب سيرا على الاقدام الى الغوطة ليحصل مكان فيه مرعى للمواشي ففي احدى مواسم التين حمل سلته المليئة بالتين وذهب الى الغوطة كانت في ذلك التاريخ الغوطة ملك للأغاوات (في زمن الاقطاع) عندما وصوله الى احدى البلدات وجد فلاحا يذري بيدرا كبيرا من القمح فأعطاه سلة التين وقال له: ساعمل جولة واعود اليك مساء لتعطيني السلة قال الفلاح نعم ؛هو كذلك؟
وعندما انتهى من عمله وعاد مساء وجد السلة بعدها مليئة بالتين ومعلقة في سقف الغرفة واولاد الفلاح ينظرون الى السلة فسأله لما لاتفرغ السلة من التين جاوبه الفلاح وماذا اعطيك بدل التين قال له:واين محصولك من القمح ردعليه بحزن والم هذا مابقي لي من المحصول كما يقال عنا سابقا قطة البيدر لا يتجاوز اربعة او خمسة كيلوا من القمح
لمن المحصول انه للاغا والفلاح يعمل عنده في ذلك التاريخ بدون اجر
فافرغ المرحوم مصطفى عاشور سلة التين للأطفال وعاد الى البلدة واذ بأخيه محمد عاشور 
يسأله لماذا تأخرت كثيرا
أعضاوات البلدة بانتظارك وسألوا عنك أكثر من مرة كلهم وقعوا على عقد بيع البلدة الا أنت
يريدون بيع البلدة مقابل مبلغ من المال للاقطاعي انطون روفان ولم يبق سواك لم يوقع وهم عند بيت المختار ينتظرونك
قال المرحوم مصطفى عاشور (هيك لكن
احمل هذا المشان والحقني المشان قطعة خشب طويلة توضع في اول المحراث القديم نحن اصحاب ملك مانا شبعانين الخبز كيف لونحن اسيمة )كان لديه اربينة تدك بالمسامير وقطع الحديد الصغيرة وبعض البارود وذهبا معنا الى البيت الذي فيه الاجتماع فاستقلبه احد الاعضاوات وين انت لهلأ نحن عم نستناك فقال للاقطاعي اذا لم تذهب حالا سأقتلك وأطلق طلقة الاربينة على الباب وهرب أنطون روفان ولم تباع البلدة 
اللهم سلم بلدتنا من كل مكروه واعدنا اليها واجمعنا فيها بأقرب وقت يارب العالمين
______________
 Rankous Ahmad

*****
عبدالرحمن دقو سلمك الله يا طيب أخ أبو مصطفى Rankous Ahmad
فما ورد فيها يدل على الوعي والتعلم بسرعة فملاحظة المرحوم للحال في الغوطة دفعه الى اتخاذ موقف مشرف ، اضافة لوجود القوة ( الأربينة ) والنبوت ، والارادة ، وتشكل مجتمعة عوامل الاستقلال والدفاع عن الحق ، رحمهم الله . 


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على بلدتك رنكوس

مع الرقية للأم الرنكوسية

صور مضيئة من عادات وأخلاق أبائنا وأجدادنا في رنكوس