شعر إلى الأم الرنكوسية ولكل أم
إلى الأم الرنكوسية ،ومن خلالها إلى كل أم *
ياعاطرا ذكرها ،ماشابه كدر ...
قدس الأمومة من يرقى أعاليها...
ضمّت جناحا على زغب القطا زمنا...
حتى رأتهم بُزاة في نواحيها...
ما زلت أؤمن أن الأم مدرسة...
من ذا يضارعها، من ذا يدانيها؟..
كل المحبين من ينبوعها غرفوا...
تبارك الله، كم تعطي، ويعطيها...
الحب في شرعها بذل، وتضحية ...
وغيرها صاغه، زيفا، وتشويها..
هذا يودك، إن أجدت مودته ...
وذاك يهوى لغايات،ويخفيها...
مهما تسامى الثرى،هل يرتجي أملا...
في أن يساوي الثريّا في تساميها ؟..
إن ابتغيت جنان الخلد وارفة...
فعند أقدامها اطلبها تلاقيها...
الأم، أجمل ماأهدت، وما صنعت...
يد الإله، ولاتحـصى أياديها...
الأم أغنية في الدهر خالدة...
تفنى الليالي، وما زلنا نغنّيها...
الأم بحر الهوى، أمن شواطئه...
حاذر بحار الهوى، واحذر شواطيها...
سفين حبّك مأمون عواقبها...
تبارك الله، مجريها،ومرسيها...
كم جئت بابك ،والأحزان تثقلني...
تكاد تخنق آمالي، وتوهيها...
أضأت ظلمة نفسي، فانتشت طربا...
منحتني النور، فانزاحت دياجيها...
لايغررنّك شيب في مفارقنا...
لنا قلوب، رفيف الحزن يُذويها...
أمام حبّك أطفال، يجرّحها...
ذكر البعاد، وفي القربى، تداويها...
أحنّ للمقعد الخالي، لمجلسها...
للكف، تغزل آيات، توشّيها...
للصوت، يأمر، أو ينهى،قرأت به...
خيرا أوامرُها، عدلا نواهيها...
أمّاه، هل يُرجع التاريخ دورته ؟..
وهل تعود الأماني، في تمنّيها ؟..
لو يُفتدى كل غال حين نفقده...
لكنت أول من بالروح، نفديها...
في القلب، حبّ كبير، لايبارحه...
وفي الحنايا ،حكايا، كيف أرويها؟..
قلائد الشعر، أعيتني شواردها...
فكيف أنظم ألفاظي، وأزجيها ؟ !.
لَدمعة لا تطيق الأسْـر ، نحبسها...
أو كلْمة ، حوّلتها الآه ، تاويها...
أقوى، وأبلغ ، في التعبير عن ألم...
مما تماضر، بثّت في مراثيها...
وسامحينا، إذا كلّت نواظرنا...
عنها، فلم تدر أحيانا، مراميها...
هاتي وصاياكِ، قد كانت تمائمنا...
من سحرها البرء،أم من صدق موصيها ؟!.
في كلّ زاوية ، من شذوها عَبَق...
حتى الحجارة، من كفّيك، تشذيها...
أجيل طرفي، هروبا من تّذكرها...
فيرجع الطرف بالذكرى ويُربيْها...
عذرا أحباء قلبي، جئت أطفئها ...
تلك الشجون،ولم آتِ، لأذكيها ...
ما أضيق العيش،إن كانت تعمّره...
يد الأماني، وسيف الموت، يُفريها...
كانت خواطر، حسن الظنّ يكتبها...
ياربّ عفوك، إن ضلّت قوافيها...
_______________
- م.يحيى ضميرية
هذه أبيات من قصيدة كتبتها عند وفاة زوجة من ساهم في بناء ذلك المسجد، وهي والدة المرحوم أخي الأستاذ عدنان ضبعان
أم توفي زوجها وترك لها خمسة أطفال ، فأعطت خمسة رجال ،منارات في النجاح، والأخلاق.
*****
أُمَّـاه ، يا أغلى الوجـود *
وهي في ثمانية وثمانين بيتاً اخترنا لكم بعضها :
_ مازلتُ طفلاً في هواكِ متيَّـمـا .... لاتهجُرينـي ، لاأُطيق فصـامـا
_ أمَّـاه ياأغلى الوجود ،تُرى أرى ... من بعد صدرك ملجأً ومُقـامـا
_ مازلت طفلاً من لُبانك أغتـذي... لا. لا أغرُّكِ ما بلغت فطـامـا
_ علَّمتِنِـي حبَّ الجميع ،فلا تَرَي ...في الهجر إلا منكراً وحـرامـا
_الكلُّ عندكِ طيِّبون ، تبـاركت .... نفسٌ ترى كلَّ الوجـود كِرامـا
_علَّمتني معنى الحياة، وكنـتِ لي.... نِعم الأنيسُ إذ العيون تَعَـامـى
_كنَّا إذا هبَّ الهـوى فتألَّمـت ..... في الروض منَّا وردةٌ إيـلامـا
_جافى الكرى عينيكِ أوجافيتِـهِ .... حتى يعود عبوسُـنـا بسَّـامـا
_كم جئتُ تثقلني الهموم فماأرى...في الكون إلا غُصـة ، وظلامـا
_وبلمسةٍ من نور قلبكِ عـاد لي.... أملُ الحياة فما أُحسُّ سقـامـا
_ألقيتُ عندكِ متعباتِ رواحِلي ....ونسيت تحت جناحِك الآلامـا
_لا تتركيـني أنتِ قد عوَّدتِنـي .... إذ كنتِ لي في النائبات إمـامـا
_سأعودُ كي ألقـاكِ تنتظريننـي.... تعب الوقوف وما مللتِ قيامـا
_ مازال خلف الباب شخصكِ تارةً ... تتقدَّمين ، وتـارةً إحجـامـا
_ تتأمَّليـن بكلِّ غـادٍ رائـحٍ .... وتُسائلين ، وما نطقتِ كلامـا
_سأعود كي ألقـاكِ تنتظريننـي .... وأُقبِّل الكفَّيـن ، والأقـدامـا
_أين الليالي الحانيات؟ كأنَّـهـا... كانت على باقي الزمان تَسامى
_مرَّتْ كأنَّـا لم نعشْ ساعاتِهـا... ومضت سريعاً يازمان عَلَامـا؟
_كم غصَّةٍ كانت بقربِكِ تنجلي ...وسعادةٍ ، لولا رضاك غمامـا
_حبِّي تفتَّح في حماكِ ولو درى ... قرب الرحيلِ لمَا تغرَّب عـامـا
_أمَّاه من لي إنْ شكوت يواسِنِي ... ويقولُ لاتحزنْ فديتُكَ ،مامـا
_أمّـاه غرَّتنـا الحياة وغرَّنـا .... طول الأماني ، لانحسُّ إلامـا؟
_أترعت كأسي بالهوى وحسِبتُه .... يبقى على مرِّ الزمـان تمـامـا
_كم رحت أرسُم طيفكم في خاطري..وأتى النعيُّ ، فحطَّم الرسَّامـا
_ قلبٌ حبـاه الله من أسمـائـه .... معنىً فأصبح للحنان وسامـا
_معنى الأُمومة شامـخ بعلائـه.... سترى الكبـار أَمـامه أقزامـا
_ كيف الديار ؟ أما يزلْنَ بواسماً ... في مثل عهدِك أم لبِسْنَ قَتـامـا
_لو تنطق الأحجار أظهرن الأسى ...وبَكَين من بعد النوى ترحامـا
_ريحَ الشمال شممت نفح أحبَّتي ...ورأيت من رسم الديار وشَامـا
_ أهلي هنـاك وتربـةٌ أحببتُهـا ... مامثلَها عشق الفؤاد رَغـامـا
_أنا في هواها إنْ كتبت جعلتُ من...دميَ المداد ، وأضلُعي أقلامـا
_لولا عبيـقٌ طيِّـبٌ من ذكركم .... وأحبّـَةٌ واصلتـهم أرحـامـا
_أجدُ العـزاء بقربهم وبذكرهـم .... ويُخفِّفون البؤس والإعـدامـا
_ كانت جفوني بالدموع تقرَّحتْ..وغدت خصاب المقبِلاتِ عقاما
_لله مـا أعطى تبـارك حكمـه .... راضون من عليائـه الأحكامـا
_لله ما أبقى ، سيورث عطـفُـه .... تلك القلوبَ الصبرَ ، والإلهامـا
_ياربّ ، أورثها السلامة والرضـا....واكتب لها حسن الختام ختامـا
_واجعل كسَاها في رحابك سندساً...ومن الجنان الوارفات طعامـا
.......................................
* السعوديّة –النماص-الخضراء- 28-4-1401للهجرة0/4-3-1981م .
وصلتني رسالة من والدي -رحمه الله- يخبرني فيها بوفاة الوالدة –المرحومة بإذنه تعالى-
__________________________
للشاعر محمد يحيى ضميرية
عــا لمـكشــوف
بتعــرفــوهــا ... بـحبــهـــــا
مسموح إحكي اليوم ع المكشوف ؟..
ومسموح، زوّد ع الغـزل بوســي ؟..
ومسموح، بــدّي عـرّف المعروف ...
ما عـاد بدـنا حـروف مطموســه ...
رنكوس، أيّـام الشـقا، وظـروف ...
مـرّوا ، وليالي سـود منحوسـه ...
أيّام فيها الـ كان جوز حروف ...
كبريت أحمر، سحر قدّوسـي ...
كانت صبيّة، وشالها ملفوف...
عا خصرها وبالحقل مغروسه ...
تحمل بارودة، وبالجرد بتطوف ...
وبهمّـة الأحـرار محـروســه ...
ولمّن بقي وقت العلم، بصفوف ...
مشيت، وقالت: حافظة دروسي ...
تكرم عيونه ها الوطن بيشوف ...
كل ما بيطلب ضمن قاموسي...
أحلى صبيّة، وحسنها موصوف ...
رنكوس.. نغمة من عتابا، وأووف...
وخدودها.. تـفـاح رنـكـوســـي ...
-------------------------
م.ي.ض 4/9/2004م المركز الثقافي
_______________
م.يحيى ضميرية
بتعــرفــوهــا ... بـحبــهـــــا
مسموح إحكي اليوم ع المكشوف ؟..
ومسموح، زوّد ع الغـزل بوســي ؟..
ومسموح، بــدّي عـرّف المعروف ...
ما عـاد بدـنا حـروف مطموســه ...
رنكوس، أيّـام الشـقا، وظـروف ...
مـرّوا ، وليالي سـود منحوسـه ...
أيّام فيها الـ كان جوز حروف ...
كبريت أحمر، سحر قدّوسـي ...
كانت صبيّة، وشالها ملفوف...
عا خصرها وبالحقل مغروسه ...
تحمل بارودة، وبالجرد بتطوف ...
وبهمّـة الأحـرار محـروســه ...
ولمّن بقي وقت العلم، بصفوف ...
مشيت، وقالت: حافظة دروسي ...
تكرم عيونه ها الوطن بيشوف ...
كل ما بيطلب ضمن قاموسي...
أحلى صبيّة، وحسنها موصوف ...
رنكوس.. نغمة من عتابا، وأووف...
وخدودها.. تـفـاح رنـكـوســـي ...
-------------------------
م.ي.ض 4/9/2004م المركز الثقافي
_______________
م.يحيى ضميرية
تعليقات
إرسال تعليق