من قصص الأم الرنكوسية


وردني قصة عن المرأة في رنكوس : احداهن رحمها الله قالت : ما في ببيتنا بلة قطنة ( كناية عن عدم توفر الماء نهائي ولو لبل قطنة ، ولديها أولاد ، المهم حملت التنكه وراحت مشي لعين الشعرا ( بعد وادي بهلول غرب البلدة ) فلم تجد فيها ماء لسبب ما ، عادت مشياً الى البلدة متجهة الى عين القباضة فملأت التنكة مي وحملتها على راسها ورجعت ، المشكلة أن لحظة وصولها كان تنور او مكان سكني قد بدأ لتوه يحترق فلاقاها الجمع وقدمت تنكة المي لاستكمال اطفاء الحريق . ( طبعا على ذمة الراوي ) ...تضحية + ايثار + جهاد +صبر + محبة . رحمهم الله .
________
عبدالرحمن دقو

******

-الحاجة كرمة الخطيب أم أحمد أذكر أنني كنت بصحبة الأخ أبو عزيز وفقه الله ومررنا لمكان زيارتها عند أحد الأحفاد في دمشق لاصطحابها الى البلدة ، فقد كانت تحب أبو عزيز أكثر من غيره لطيبته وموانسته لها ولقلقها عليه كونه عزابي لم يتزوج بعد ، المهم كانت الابتسامة لا تفارقها وهي تقص قصصا تاريخية تتسم بالشجاعة
أحدى القصص : رأت تجمعا للناس في عين ماء في صرير أو ( البرك ) لا أذكر ، المهم متجمهرين حول أفعى ضخمة ويخافون قتلها فتقدمتهم وحملت ( كريك ) أداة عمل ، وقتلتها أمام الجميع دون خوف وقالت لهم تعلموا الشجاعة ولا تكونوا خويفه . الأمر الآخر كانت رحمها الله تسمعنا أبيات من الشعر تبارز فيها حفيدها أبو عزيز وتصحح له ان كان البيت مكسورا أو فيه مشكلة لغوية . رحمها الله ورحم أموات الجميع .
________
عبدالرحمن دقو

******
على سيرة الزواج الثاني وشدة العقوبة الرادعة من الزوجة ( المرأة الرنكوسية ) : 

روت والدتي الله يقويها ان قريب لها يدعى ( أبو خالد ) رحمه الله كان مزبط وضعو لكن حدثته نفسه بالزواج من شامية جميلة المظهر ومتحدثة ، (المهم خرطت مشطو ) واتفقوا على الزواج ، لكن رغبت العروس بالتحقق من أقوال أبو خالد في وصفه أنه يملك الكثير ، المهم اختارت تشوف البيت على اساس انو المسكين لحالو عزابي وما عندو حدا ، وفي حقيقة الأمر لديه زوجة وأولاد ، فحدد موعد زيارة العروس الساعة 10 صباحا بوقت يكون الأولاد بالمدرسة ، وأمر أم خالد محلول . فقال لزوجته أم خالد المسكينة : يا أم خالد ، الله يرضى عليكي وقع مني جزدان وفيه المصريات والهوية بخزان المي يلي عم نحفرو من شهر ( هوه لتخزين المي بعمق 5 م تقريبا ) ،وبدي منك تنزلي للبير ( الهوه ) بسلم الحبل كونها أنشط ، فاستجابت أم خالد الله يهديها ويرحمها ، وبعد أن وصلت لأسفل البئر ، رمى سلم الحبل في البير وقلها : يا أم خالد ميشان الله لا تواخذيني عندي شغل بالبيت شي ساعتين زمان ؟ وأغلق البير ( الهوه ) واستقبل العروس وأهلها وانبسطوا وتغدو وشربو شاي ومشي الحال لكن من سوء حظ أبو خالد سمعو صوت أم خالد من البير ؟ وعند تحققهم من الأمرفشلت خطة أبو خالد وأكل بهدله من أهل العروس وفقست الجوازة ، أما عقوبة أم خالد فكانت النفي لمدة تقارب السنة قضاها نادما ...مسكين وما استفاد من النخوات شي . رحمهم الله كانوا رجالا في معظم سلوكهم الا أنهم مكسوري الزنيفة تجاه الزواج الثاني ...
________
عبدالرحمن دقو


من ثلاثين سنة تقريبا ، وبينما كنت أقود سيارة قلاب شحن محملة بالحجر ولحظة وصولي سهل رنكوس رأيت سيدة من البلدة ( مرأة رنكوسية ) تحمل على يدها طفل رضيع ، وهي تسير وعلائم البكاء والحزن عليها ، اضافة للغبار وحرارة الصيف بوقت الظهيرة ، لطول ما مشت من الطريق ( بحدود ( 2كم ) سيرا على الاقدام ، فوقفت لأقلها الى البلدة ، اذ لم يكن حركة سير وآليات كما هو الحال في أيامنا. المهم نزلت من سيارتي لأحمل الطفل ريثما تصعد السيدة الى السيارة فعرفت السيدة ومن تكون ، فاستفسرت مندهشا ؟ فبادرت بالبكاء والدعاء على الرجال أيا كانوا وبدأت بأحسنهم ؟ وهدأت قليلا من روعها ، وتبين أنها تحمل رضيعا ملفوفا وتحتضنه بثوبها خشية تأثير الشمس عليه ، وتقول زوجي يريد دفنه في سهل رنكوس بالمزرعة وأنا أريد دفنه في البلدة ؟ فعرفت أنها رضيعة وهي متوفاة ؟ وأفادت الأم أنها قد تعرضت للتعنيف الشديد ( كم لكمة على كم كعكور ) ،فههمت وحملت الطفلة لتصعد الأم السيارة ، فرأيت وجه الطفلة الأزرق فانحنيت لأقبلها فأحسست بتنفس بفمها ؟؟؟ فقلت مندهشا وغاضبا ؟ البنت فيها روح ؟ عم تتنفس ؟ غصت الأم وقالت عمي البنت ميته الله يرضى عليك ؟ وانحنت بسرعة هائلة لوجه الطفلة واجهشت بالبكاء وتقول : دخيلك شو بدي ساوي ؟ ..المهم أفرغت حمولة السيارة بجانب الطريق ، وانطلقت باتجاه دمشق اذ لم يكن في رنكوس الا مستوصف بجانب مجمع رنكوس التجاري ولا يفيد بمثل هذه الحالات ،وعلى طول الطريق وأنا أقول بعون الله ستشفى وتكبر وتتدلل وان رأيتها لن تسلم علي ولن تذكر كل هالآلم عندك ، واتكلي على الله ، وصلنا الى دمشق لأقرب عيادة أطفال ( الدكتور محمد الخالد ) وأجرى الاسعافات الأولية وأشار الى احتمال نجاتها ، وبقيت يومين بضيافة أهلي وسبحان الله عافاها الله وصارت صبيه وتزوجت وأنجبت أطفال حماهم الله وحماها .

ماذا تفعل نساء اليوم بمثل هذه الحالة ؟ من رعب وخوف ومسير على الطرق الترابية المقفرة ، وبدون أي وسيلة تواصل أو ركوب وفوق ذلك عنف ووهن نفسي ؟ نعم انهن الصابرات الأمهات في رنكوس ثم يأتي من يقول : ناقصات عقل ودين ، ويحرمهن حقهم الطبيعي بحجج واهية. اللهم ارحم أمهات الجميع وبارك بأعمار من بقي منهن على قيد الحياة فوالله ما أكرمهن الا كريم وما أهانهن الا لئيم كما تعلمنا من سنة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام.
________

عبدالرحمن دقو
*****
خدعة حلوة والنتيجة زواج والحمد لله :

على سيرة المرأة في رنكوس : روى لي صديق من بيت عاشور حياهم الله ، أنه كان رجل من آل عاشور يسعى دائما لتزويج الشباب بطريقته الخاصة وهو غير مرضي عنه من كل النساء اللواتي تزوجن ؟ نعم ليش ؟ زوج شباب وصبايا العيله كلها بمهر واحد .....رحمه الله ورحم كل من سعى في تزويج الشباب والصبايا ...أكيد عرفتوا تفاصيل القصة حتى لا نسهب فيها .
 الرجل الذي تحدثت عنه بمبلغ 10000 ل س زوج شباب وصبايا العائلة اذ كان بعد تسديد المهر ( 10000 ل س ) يطلب من العروس المبلغ لقضاء حاجة عروسين آخرين وهكذا يتزوج العرسان وتنتقل العشرة ألاف ليرة من عرس الى آخر .
________
عبدالرحمن دقو 

*******
أم يحيى وطرفتها الفطرية رغم المعاناة
وتمتد المعاناة ويأتي موسم قطف التين وسطحه والعنب والرمان والزعرور وكانت تلك فاكهة البلدة و القوت الأساسي للناس.
وتعاني أم يحيى في بهتونها أيام العزيب من قلة الماء ووجود الدبابير التي تعشق التين والعنب وتكثر في موسم نضج التين والعنب ولا تترك الناس بهموهم ولا تنس الأفاعي والعقارب التي تستظل بظل الجفنة أو في أرمية شجرة التين والثعابين ..وصوت الذئاب في الليل والثعالب يتردد صداه بين الجبال وهدوء الليل وفي مزرعة كريسة الجميلة كانت أم يحيى رحمها الله تجلس في بهتونها الصغير وتجلب الماء من النبعة وكانت قليلة المياه في آخر الموسم فتذهب لتحضر قليلا من الماء تشربه وحين تنزل إلى الجورة التي تجمع قليل الماء كل عدة ساعات وإذا بأحد أقربائي كان بهتونه قريبا من الماء قد أخذ كل الماء ولا يترك لأحد شيئا ففكرت في طريقة تجعله هو وغيره يخاف خاصة من الجن فذهبت في ظلمة الليل وكانت كفيفة البصر ففكرت في طريقة تجد بغيتها وأخذت معها تنكة الماء وفانوسا تحمله بيدها فجلست في عتمة الليل بكل شجاعة وجعلت ضوء الفانوس ينعكس على الصخر القريب من النبعة ويراه أهل المزرعة من بعيد وأخذت تضرب على التنكة وتغني بصوت عال وتقول :
دق وارقص يا عناب ...عا المحبوب قليبي ذاب
والضربني بدياته......الله يبعثه ضراب
ثم تقول ووووووووووو كأنه صوت ذئب أوجني 
فسمع من كان قريبا منها فذهب إلى أهل المزرعة وقال لهم سمعت صوت الجن البارحة يغني ويدق على التنكة ويقول ووووووووووو.
.وبذلك ضمنت أم يحيى جلب الماء كل ليلة ونجحت في خطتها في تخويف الناس في المزرعة.

رحم الله أم يحيى وكل أمهاتنا كم لاقين من عناء ومتاعب . وصعوبة ونصب وعناء.
_________
د.موفق إسماعيل

*****

التضحية والتعب ...مو بالحكي ....تحية تقدير لأمهات رنكوس الأصيلة .
أثناء حرب تشرين استشهد ذلك الشاب الرنكوسي ذو الطلة البهية الخيال على فرس أصيلة عن عمر 33 سنة ( خيالة ) . رحمه الله وهو على رأس عمله ( مخفر شرطة مزرعة بيت جن ) بريف دمشق وترك زوجتين :
الأولى رنكوسية ولديها ستة بنات وعمرها أيضا 33 سنة لحظة استشهاده .
والثانية من حوران ولديها ابنتان وعمرها 27 سنة لحظة استشهاده .
وكانت أكبر واحدة من البنات عمرها ثلاثة عشر سنة ، المهم هربوا مع من هرب من المدنيين تحت وابل القصف الارضي والجوي الاسرائيلي ، ووصلوا الى رنكوس وعاشوا فيها ، غير أن الزوجة الثانية تركت البلدة مع بناتها الى أهلها لمدة أربع سنوات ومن ثم تزوجت وعادت الطفلتان لتعيشا مع الزوجة الأولى الرنكوسية وبناتها الستة ، وبذلك صار للزوجة الرنكوسية ثمانية بنات ، وبقيت ترعاهم وتربيهم الى أن زوجتهن جميعا سواء بناتها أو بنات زوجها ، دون أي تذمر او تمييز وبقيت الى هذا اليوم تزور بنات زوجها كزيارتها لبناتها بشكل عادل الى هذا التاريخ .
لا شك أن حجم المعاناة وعبىء التربية والتوجيه والمتابعة التضحية أمر يستحق الوقوف والتقدير .
أيضا التقدير والاحترام لتلك السيدة ومثيلاتها التي ضحت بشبابها لأجل أطفالها وأطفال زوجها
تلك المواقف المشرفة في احتضان الأولاد والحفاظ عليهم بعيدا عن الملاجىء أو دور الايتام .

لها ولأمي وأمهات رنكوس التقديروالاحترام .
__________
عبدالرحمن دقو

*****

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على بلدتك رنكوس

مع الرقية للأم الرنكوسية

صور مضيئة من عادات وأخلاق أبائنا وأجدادنا في رنكوس