أمي للدكتور موفق إسماعيل


أحق الناس بكتاباتي ومشاركاتي ومدحي وثنائي ورد بعض الجميل لها....
♡♡♡♡♡هي أمي♡♡♡♡♡
اسمحوا لي أن أتكلم عن أمي رحمها الله من باب الوفاء لها والاعتراف بفضلهاوبعض حقها علي،أكتبها لكم يا كرام ويا كريمات باللهجة الرنكوسية المحلية المبسطة- رحمها الله -ورحم الله جميع أمهاتكم اللاتي غادرن الحياة وبارك الله بالباقيات على قيد الحياة منهن. ياأحبابي صدقوني من يوم وعيت على هذه الدنيا كان إذا جاء الليل كنت أشاهد والدتي رحمها الله تقوم أكثرالليل صلاة وتهجدا وابتهالا ودعاء وما يفوتها ليلة من القيام وأرى دموعها تنهمر على وجنتيها الطاهرتين وهي تبكي وتناجي وتبتهل وتستغفر وتدعو وتلح في الدعاءوتمدح النبي صلى الله عليه وسلم وتكثر من الصلاة عليه... فاستغرب وأقول في نفسي من الذي زعلها وخلاها تبكي كثيرا وتحزن .ومضت سنون وسنون وهي على هذه الحال حتى في مرضهاوعجزها إلى أن أدركتها المنية وفارقت الحياة تغمدها الله بواسع رحمته وعفوه على هذه الحال .فعرفت أنها محبة الله في قلب العبد أو اﻷمة فيما بعد التي تجعل من يذوقها يبكي خشية وتقربا وعبادة لربه.
يمكن ما تركت الوضوء أبدا وخاصة عندما كبرت.أنام وأصحو وهي على تلك الحال ﻷن العائلة كلها تنام في غرفة واحدة .وكانت غفر الله لها قابلة البلدة لتوليد النساء تذهب في البرد مشيا على أقدامها حتى ولو كانت متعبة مرهقة في الليل والنهار رحمها الله تعالى بلا مقابل ﻷن أوضاع الناس وأحوالهم يرثى لها ذلك الزمان كما تذكرون ربما تأتينا بباكيت راحة أو لوح صابون إذا كانت حال الوالدة جيدة كحلوان للمولود لا أكثر وكانت تعالج من التهاب بنات اﻷذن (بالترفيع كما كانوا يقولون ويكتب الله على يديها الشفاء).
لا تكل ولاتمل ولا يتوقف لسانها عن الذكر والدعاء والابتهال والمناجاة ومجالسة الصالحات من نساء أهل البلدة اللاتي كن يزرنها وتزورهن رحمهم الله جميعا لم أسمعها تغتا امرأة أو تتحدث بسيرتها بملا يليق لسانها اعتاد على الذكر والتسبيح والتحميد والتكبير والتهليل فلا يعرف غير ذلك .. كانت لا تدع سنة الضحى ولا 
صيام التطوع خاصة الاثنين والخميس إلا قليلا لمرض أو عذر شرعي وكذلك صيام الثلاثة أشهر:رجب وشعبان ويتبعهم صيام رمضان .وتقوم بوظيفتها وعملها في البيت على أكمل وجه... وما ذكره الإخوان واﻷحبة عن مهام المرأة الرنكوسية تؤديه بدون كلل أو ملل فمن وقت صلاة الفجر إلى بعد صلاة العشاء في عناء ونصب وعمل . كانت غفر الله لها تتمنى لو أنهاكانت تعرف القراءة والكتابة ومع هذا كانت تحفظ العديد من سور القرآن الكريم عن ظهر قلب بالسماع .
أنا ﻻ أقول هذا الكلام عن أمي تباهيا أوتفاخرا ﻻ والله ولكن أكتبه للأمهات واﻷخوات والزوجات والبنات اليوم ليعرفن حال اﻷم الرنكوسية كيف كان حالها وتقواها وطاعتها لربها ثم لزوجها وقيامها بشؤون بيتها دون تأفف أو ضجر وليتها تسلم.
كانت رحمها الله التقية النقية العفيفة الطاهرة الصابرة المحتسبة تعلمنا منها ما لم نتعلمه من شيوخنا وأساتذتنا اﻷفاضل الكبار ، وهكذا يجب أن تكون كل أم وبالمناسبة الشيء بالشيء يذكر حدثني احد أولاد الشيخ عثمان ضميرية رحمه الله وهو صهر أخونا أبو هيثم لما توفيت زوجته قال لي بعد وفاتها من عدة سنوات بعد أيام قال لي يا شيخ أبو أسامة أنا ئأشهد أن زوجتي بنت أبو بحيى ضميرية كانت لا تسمع إلا القران طيلة اليوم والليل المذيا محطوط على إذاعة القرآن لمدة 24 ساعة كناية عن حصر سماعها لكتاب الله تعالى رحمها الله.ما هو مثل اليوم اللي بنسمع فيه الراديو والتلفزيون شغال على اﻷغاني والمسلسلات التركية والمصرية والسورية 24 ساعة . 
أرجوأن يخصص للشيخ عثمان وشيوخ البلدة الصالحين حديث بهذه المناسبة لنتبين فضلهم وحالهم مع الله .
أعود للحديث عن اﻷم وأقول إن بصمة اﻷم على أوﻻدها تبقى مؤثرة في حياتهم وسلوكهم مدى الحياة. وتغير كثيرا من سلوك أوﻻدها خيرا أو شرا وتفعل مالا بفعله الكتاب والمدرسة والمجتمع .رحم الله أمي رحمة واسعة ورحم الله أمهاتكم وآباءكم جميعا وأصلح لنا ولكم النية والذرية "رب اغفر لي ولوالدي رب ارحمهما كما ربياني صغيرا"
وصدق الشاعر:
اﻷم مدرسة إذا أعددتها ..
أعددت شعبا طيب اﻷعراق.
عذرا للإطالة إنها أمي الغالية لا أملك أن أمنع قلمي عن ذكر سيرتها العطرة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على بلدتك رنكوس

مع الرقية للأم الرنكوسية

صور مضيئة من عادات وأخلاق أبائنا وأجدادنا في رنكوس