أبو رحال وتعليم ابنته


قصة المرحوم محمد رحال دقو ( أبو رحال ) وتعليم ابنته

1- كان من المحاربين القدماء وقد شارك بمعركة صد الحملة الفرنسية في رنكوس ، في مزرعة قرنه ، ( أوز قرنه ) ، ( وبالمناسبة كان الثوار اذا لجأو الى قرى مسالمة أو الى المساجد – دور العبادة – فلا يقتحم الفرنسيون تلك الأماكن ويعتبروها آمنة ) .
2- بعدها قامت معركة ميسلون بقيادة يوسف العظمة ، وقد شارك والدي المرحوم أبو رحال في معركة ميسلون 
3- تقلد والدي المرحوم أبو رحال مفاتيح دار الحكومة في النبك لعدة أيام بعد طرد الفرنسيين منها وتولى حكمها حينها .
4- هو فلاح كغيره من الفرحين يسعى لتحصيل قوت عياله من الزراعة فقط .
5- اشتهر بحكمه وأمثاله وقصصه الشعبية وحبه لمجالسة الناس والحوار معهم .
6- حياة المرحوم أبو رحال الخاصة وتعليم البنات : كان متزوج من فاطمة بنت محمد الخرسا رحمهم الله ، وكان لديه طفل وطفلة توفيا أثناء الحرب ،الا أن زوجته قامت بتزويجه من أمنة بنت قاسم سوسق وأنجبت أربع بنات وأخرهم صبي وكان عمره بحدود 70 سنة وعندما صرنا بعمر سبع سنوات بدأ يبحث عن طريقة لتعليمنا القراءة والكتابة فوجد المرحومة أم حسن ضميرية وكانت بعمر 75 سنة ، وهي جدة الشيخ حسن ضميرية ، فدرستنا القرآن وختمت أنا القرآن عندها جعل الله مثواها الجنة ، بعدها جاء والدي الى الأستاذ المربي الحج وطلب منه ادخالي المدرسة مع الذكور فرفض رفضا مطلقا وقال له هذه بنت عيب تتعلم الها بسعر بنات رنكوس ولم يرضى(*) ، هنا قام والدي بالبحث عن مخرج لادخال بناته للمدرسة وكان رحمه الله متحدثا وجريئا لأنه كان خاتم للقرآن وقارىء له باستمرار ، وقرأ تفسير الجلالين ولذلك عنده الحجة القوية بالنقاش والأمثال والحكم وبما وهبه الله من ذكاء .
7- المهم ونتيجة المعاناة والاصرار قرر والدي نزول دمشق ، وقابل وزير التربية وشرح له حاله ، فاستجاب الوزير لطلب والدي في دخولي المدرسة وحمله رسالة موجهة للاستاذ الحج أشار فيها لا مانع من دخول فلانة بنت فلان للمدرسة ، ودخلت المدرسة في الصف الأول الابتدائي لمدة عشرين يوم فقط ( وكوني احفظ القرآن لم يصعب علي شيء ) وكان استاذنا الأستاذ عبدالغني سوسق رحمه الله وبعد اختباري من الادارة ترفعت الى الصف الثاني الابتدائي وتابعت حتى نهاية الصف الرابع ونجحت للصف الخامس ، وقد تعرض والدي للضغوط الاجتماعية القاسية نتيجة دخولي المدرسة مما ادى لخروجي من المدرسة نتيجة ذلك الضغط .
8- بدأ والدي رحمه الله بالبحث عن مخرج فعلم أن هناك مدرسة داخلية في بلدة النشابية بريف دمشق بالغوطة ، على حساب الحكومة الامريكية فذهب اليها وطلب دخولي المدرسة وبقيت فيها ونلت شهادة الابتدائي منها ( السرتفيكا).
رحم الله والدي وأهلكم على ما قام به من تربيتي وتعليمي فأترحم عليه في كل موقف احتاج فيه الى القراءة والتفكر أينما كنت .
أم عبدو بنت المرحوم محمد رحال دقو ( أبو رحال )  27/2/2015

******

عبدالرحمن دقو رحم الله أمواتكم جدي المرحوم أبو رحال دقو ( محمد رحال دقو ) كان حكيماً وشجاعاً في مواجهة من يحاور ، وله أقوال مأثورة لا تزال حتى تاريخنا هذا ، كان له زوجتين الأولى أم رحال وهي من أهلنا آل الخرسا والأخرى أم محمد ( ستي ) وهي من خوالنا آل سوسق ، وقد كانت أم رحال للمناقشة والحوار والمسامرة وكانت هي المتأثرة كثيراً بجدي وبالتالي كانت مصدر توجيه وحكمة للعائلة وللأقرباء ، لم تظهر حكمتها نتيجة هيمنة جدي على الأسرة والسيطرة ، على حين رحمها الله ستي أم محمد كانت مخصصة للعمل والتعب ومتابعة شؤون الزراعة مثل الحبوب والتين والعنب لأجل لقمة العيش وفي ملاحقة جدي عند كبره لترجعه الى الدار ركوباً على الدابة التي تصطحبها ( بمثابة سيارة الان ) ،من حيث يسهر من الأقارب والأصدقاء ...رحمهم الله ورحم أمواتكم وستاتكم

د.موفق اسماعيل رحمه الله رحمة واسعة يعتبر من رجالات بلدة رنكوس لما كنا نسمع عن أقواله وحكمه وأمثاله البليغة .

ومن الممكن أبو محمد أن نقول : إن والدتك أطال الله عمرها وعمر الوالد الكريم ،هي أول امرأة في البلدة درست في مدارس التعليم العام بلا منازع ؛وبناء عليه تمنح والدتك شهادة التقدير بعد إذن المشرفين وتسجل في سفر تاريخ رنكوس المشرق والمتعلق بتعليم أول أم رنكوسية متعلمة في المدارس النظامية .

(*)Mahmoud Dm قد يكون السبب في تشدد الأستاذ الحاج رحمه الله هو وجود طلاب كبيري السن في تلك الفترة ،طلاب بشنبات،فبعد ذلك وفي عام 63 ،كان في صفنا ،السادس، بنتان ،بنت رئيس المخفر وهي مسيحية ،وبنت من البلد أظن من بيت عبد الله أو من بيت عمر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على بلدتك رنكوس

مع الرقية للأم الرنكوسية

صور مضيئة من عادات وأخلاق أبائنا وأجدادنا في رنكوس