كيف كانت تربية المرأة الرنكوسية لأبنائها

-

بقلم أم عبدو بنت المرحوم أبو رحال ( مما عرفته )

1- كانت المرأة الرنكوسية في الماضي غير متعلمة ، وكانت تعلم أولادها مثلما كانوا يعلموها أباءها ،فعندما يبلغ الولد بعمر سنتين تبدأ الأم تعليم ولدها الكلام – وتقدم له النصح بشكل بسيط ، مثلا : عندما تسمع منه كلمة غير مقبولة تخبره ان هذه الكلمة ( عيب ) وعليه أن لا يكررها ( لا تعيدها ) لا مع والده ( بوك ) ولا مع والدته ( امك ) ولا مع أخوته ( اخوتك وخواتك ) ... بيقولوا الناس بلا ترباية وما بيحبوك - أنت شاطر وحلو وكل الناس بتحبك ومؤدب – طبعا ومن لم يستمع لهذا التوجيه يكون الضرب من نصيبو ( عقوبة جسدية ) طبعا الصغير والكبير بيخاف على جلدو فيسمع كلام الأبوين غالبا ، وعلى اعتبار المغريات الحديثة غير موجودة وغير معروفة أصلا فلا بديل عن الكلام أو الضرب .

2- أما ميول الأم للذكور أكثر من الاناث فلهذا الأمر ثلاث حالات :
• اذا أنجبت الأم عدة بنات ولم تنجب الا طفلا ذكرا واحدا فتميل اليه اكثر من الاناث خوفا عليه فالأكلة الطيبة له والملبس الجميل والجديد له .
• أما اذا أنجبت الأم بنات مع ذكور عدة فلا فرق بين الاناث والذكور عندها فالكل متل بعض وتخاف على البنات أكثر من الصبيان وتقول هؤلاء بيصيرو رجال بيدبرو حالهم ما بينخاف عليهم أما البنات (فمعترات ) مغلوب على أمرهم .
• أما اذا تأخر الطف الذكر لفترة طويلة وخصوصا بعد عدة وفيات للذكور وتوفوا غالبا ما يكون للطفل دلال غريب ويضاف لاسمه اسم جديد ( شحاده ) بمعنى عطاء من الله مكرمة .

3- أما من ناحية الزيارات : ان كانت الزيارة لبيت أهلها أو أهل زوجها : فان التزم الأولاد بالأدب والتوجيه والطاعة من الممكن مرافقة الأم بالزيارة أما اذا كانت تصرفاتهم شقاوة وغير مقبولة يتركون في البيت و يرافق أصغرهم الأهل بتلك الزيارة تكريما له من جهة وتفاديا لاستفراد البقية من أخوته به وتعذيبه او مهاترته .

4- أما عن التربية والأخلاق والقيم والمبادىء فكانت موجودة بكثرة عند العرب بالفطرة وعندما ظهرت التكنولوجيا الحديثة نسفت تلك المبادىء - صحيح أنها علمية - لكنها بكثرتها دمرت البشرية .

5- في عام 1951 تعلمت وحفظت هذه القصيدة عن أخلاق البنات في درس ( الاستظهار )

اذا ما سرتِ في الطرقاتِ ------ فامشي على سنتي الكاملي والاحتشامِ
ولا تلفي يُمنى ويسرى ------ وسيري في الطريق الى الأمامِ
فاذا شاهدت فيه ازدحاما ------- فلا يلفتك شيء في الزحامِ
ومري بين اسراع ومهدٍ ------ وصدي السمع عن لغوي الكلامِ
كذلك فسلوكي في كل سبرٍ ------- سبيل الجد يا بنت الكرامِ

تعليقات

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

تعرف على بلدتك رنكوس

-
هي بلدة في منطقة التل من محافظة ريف دمشق.  وهي قديمة الإعمار وفيها قناة مائية قديمة وبقايا أديرة منها دير الناقوس وسط القرية. يعتقد البعض أن أصل تسمية رنكوس يعني منطقة السيول، أو الأرض ذات اللون الرمادي، ومن الروايات الشعبية حول أصل التسمية أنه حكم المنطقة ملك يدعى كؤوس، وكان يقرع نواقيس الدير العتيق ليجمع جنوده فيقولون: «رن كؤوس» بمعنى أن الملك يدعو للاجتماع، ويوجد روايات عديدة لأصل التسمية إلا أنها غير مسندة بشكل علمي. تبعد بلدة رنكوس عن دمشق حوالي 38 كيلومتر، وهي تقع على سفرح سلسلة القلمون الجبلية، وترتفع عن سطح البحر حوالي 1650م، ويبلغ عدد السكان حوالي 22000 نسمة تقريبا أو أقل ، وتنتشر بيوتها بين ثلاث هضاب، وهي تابعة إدارياً لمنطقة التل، وتبلغ مساحتها 22277هكتار، ويتبعها إدارياً عدد من القرى مثل قرية القباضة، وقرية الجرنية  اضافة لقرية دره وقرية سبنا وقرية سعدنور وربما قرية سهل 16 تشرين والمقصود سهل بيت البيطار  وعدد من المزارع منها مزرعة المعمورة، ومزرعة عمرستا، ومزرعة قرفلة، وسهل النجاصة، ووادي الفستق، وغيرها من المزارع الكثيرة في شمال وجنوب البلدة. ويحدها ...
قراءة المزيد

مع الرقية للأم الرنكوسية

-
التعرف على الرقية من العين والحسد عند اﻷم الرنكوسية قديما وربما حاليا عند البعض منهن وحكم الشرع فيها.. كان الواحد إذا مرض سواء كان صغيرا أو كبيرا تقرأ عليه الرقية ويسبق هذه الرقية عادة عدة أمور : سكب الرصاص ولا تزال موجودة حتى اﻵن عند البعض ،يحضروا قطعة رصاص صغيرة تذاب بملعقة على النار مثل الماء وتوضع طاسة أو إناء فيه ماء فوق المريض أو المريضة ويفضلون ان تتم العملية من ذكر وأنثى الذكر يحمل الطاسة والأنثى تحمل الملعقة لتذيب الرصاص ولازم ما يسمي أحد أو يذكر الله وهذا عجيب!! ويجب أن يشهق الرجل أو المرأة حال سكب الرصاص الذي من الممكن أن يسقط على رأس المريض وهي مصيبة وعايش ألمعيون على أعصابه خايف تجي شي نثرة رصاص. وتجرى العملية ثلاث مرات وحين يطلع منظر الرصاص بأشكال متعددة تعرض على المعيون أو المحسود وبيقولوا يخرب بيته أو بيتها يا لطيف يالطيف الله لا يوفقه أو يوفقها الله أكبر عليه ويمسح وجه المريض بالماء الموجود في الطاسة وتوضع تحت رأسه الرصاصة المذابة إذا كان نايم وبعدها يجمعون سبع أثور من الحاضرين و من الحضور أو قطعة صغيرة من ثيابه أو شعره ويمكن أن يقطعوا قطعة صغيرة من أسفل حذاء العائ...
قراءة المزيد

صور مضيئة من عادات وأخلاق أبائنا وأجدادنا في رنكوس

-
على سبيل المثال لا الحصر . 1- التعاون والتعاضد والمساعدة من صور ذلك التعاون وقت البناء خاصة حين يريد صاحب البناء أن يسقف بيته يجتمع شباب البلدة لمؤازرته ومعاونته، وكذلك الشأن وقت الحصاد وانتهاء موسمه يشارك الجميع في حصاد الزرع دون مقابل*. 2-العصف والبذل والعطاء ومن صور ذلك في بداية الربيع حين يعود أصحاب المواشي واﻷغنام من المشتا يبقون في البلدة عدة أيام ويقومون بتوزيع الحليب على أهل البلدة مجانا ، كل أصحاب المواشي كانوا يفعلون ذلك حسب ما سمعت ومن كل العائلات الكريمة. وقد كانوا يمرحون مواشيهم على مقربة من القرية لمدة ثلاثة أيام تقريبا وكنت ترى القدور تمتلئ بالحليب وتوزع على البيوت وما أجملها من صورة رائعة تمثل الجسد الواحد ومن هؤﻻء إخواننا بيت عبد الجليل وبيت سليمان بيت عبد الرحيم وبيت يونس وبيت عاشور وبيت عودة وضميرية وبيت البيطار ومعظم العائلات الكريمة الفاضلة شو بدي عد لعد، وكانت البلد تمتلك ثروة حيوانية كبيرة وكنت ترى التعاون حتى بين الذين لديهم بعض الشياه اثنتان أو ثلاثة من الجيران يقرضون الحليب لبعضهم البعض من أجل أن يستفيدوا منه في صنع اللبن أو استخراج السمن العربي أو غير ذلك...
قراءة المزيد