قصة الشرب من راس النبع
مع أم حسن ، وسعـدة
( الشرب من راس النبع)
بقلم: محمد يحيى ضميرية
الزمان، والمكان، والشخصيات: رنكوس ،مابين فترة
العطش و التشجير، وزراعة البازلاء،
والشخصيات : بعضها وهمي ،وبعضها حقيقي، تتحرك جميعهاضمن
واقع حقيقي
- صحت أم حسن باكرا،كعادتها
، فقد أيقظها صوت أبي وديع على صلاة الفجر ، من جامع سيدنا خالد، القريب منهم.
- قم ياولدي، ! اليوم (عدّان
سقي البزاليا) صلّ، قبل ماتطلع الشمس، والحقني
= (طولي بالك، ع الصبح،حوووو
... لسه برد)
- لفّت أم حسن،(السُلُك)،على
رأسها، ولبست الجزمة،، وتناولت المنكوش،ودسّت المسبحة بزنارتها، فهي لاتفارقها،منذ
خمسين عاما، وقد صنعتها بيديها، من بزر الزيتون ،وتعد فيها الصمديّة، وبقية الأذكار،
من أيام التآخي في الله، مع الشيخ عثمان، والمطيع، ومحمد سعد، وأبو زهره،وأبو على البالوش
،و...أخوات من أكثر الطوايف.ومجالس الذكر، والجلالة،(هكذا)،التي انتشرت في القرية،
كالموضة ،وأصبحت حديث الجميع، ولعل البعض كان يأتي تطفّلا، وتسلية، مع أن الكثيرين،
والكثيرات ، لايشك بورعهم ، وصدق إيمانهم.
كانت أم حسن من الصادقات المتحمّسات لهذه المجالس،
وهي تلتقي كل يوم مع أخوات ، وتسمع بعض المواعظ، والقصص،وإن كان منها مايحتاج إلى مبدأ
(دع عقلك خارجا، واتبعني)
وأصبح بينهنّ عدد من الصبايا اللاتي أخفين سوالفهنّ،
وغررهنّ، التي كنّ يتباهين بها، بلفّها حول الأصداغ، وعلى الجبين تحت (المسرّح)أو(الفوطة)
للأصغر ،مع إبراز شراشيب القصب للمترفات منهن، وقد يدهنّها بزيت الحلو، لتلمع، وتعطي
جمالا ملفتا للنظر.
لكنّهنّ، والحقّ يقال، كنّ يسارعن إلى التخفّي ،
أوإخفاء شعورهنّ، خوفا من(بهدلة الشيخ عثمان، والشيخ عبد الرحمن)، فهما لا يرحمانهن،
من التقريع العنيف أحيانا، لكن بأدب، تتقبله أكثرهنّ، أما بعض المهتدين الجدد، فقد
يسيؤون بوعظهم الخشن.وكأنهم لم يسمعوا بـمصطلح( الجنس اللطيف)الذي تسرّب إلى رنكوس،وكأنْ
ليس هنالك جنس، ولا لطف.
- ماتزال أم حسن تكمل وردها،
الذي تعلّمته من شيختها(ش، فرعون) (من عائلةرنكوسية مشهود لها بالأخلاق، والصلاح) ،وهي
تزيل بعض الأعشاب الضارة، بيديها من أطراف الساقية، وحول شتلات البزاليا بين شورتين
من شجر التفّاح . كانت يداها تعملان، وخيالها سارح عبر السنين، يختلط الواقع بالخيال،
حتى تكاد لاتفرّق بينهما....
صبايا هذه الأيام منعنعات لاتعشّب إلا بالكفوف،وكامل
إجراءات الحماية كأنّهن سيتعرضن لقصف كيماوي ،( لم يكونوا يعرفونه، كأطفال هذه الأيام)
أما أم حسن، فتحب أن تعمل بكفين لايحول بينهما وبين
الماء والتراب حائل ،فتراب السهل الذهبي اللون، للجرح دواء، وطالما جعلته بودرة ترشها
على الجروح، وتضعها مكان هذا البمبرز الذي تستخدمه أمهات هذه الأيام الكسالى، وشربة
الماء الباردة ، الذي يقولون إنه من هذه الجبال( كله من عند الله)، حتى هذه الساقية
، تعتقد أنها صورة مصغرة عن شراب الجنّة، وأنهارها،وهنا يتحرّك لسانها ( الله يطعمنا
ياها، ونشرب من إيد النبي ، اللهم صلّ عليه)
والشيحة التي هناك ، كنا نضع المطرة والزوادة أنا
وابن عمي بفيات شيحة مثلها، وننقلها كلما مالت الشمس، وقت قطع الشوك،وتجميعه، ليكون
علفا للدواب والطرشات، كنت شوف إبن عمي ولو كان (بثم وادي سبنا)، وتتلفت (ولك وينو
حسن ،مو مبين)
- أيقظها من أحلامها.... صوت
(موتور اللستر)، ولسع شوكة أمسكتها بيدها، من هول المفاجأة، والشرود، بسيطة (هذا شيء
متعودة عليه، واكتسبت مناعة ضده)- تراب رنكوس يشفي كل الجروح
قالت: (بصوت مرتفع) الحمد لله، هذه جنة الدنيا،
يارب، لا تحرمنا جنة الآخرة.
= يصل عبد الله ، ويتبعه
(عهد)؛ هذا الإسم الذي لاتحبه، كانت تريد أن يسمي (مسعود) على اسم ابيه حسب العادة،
(الله يعطيكي العافية يمّي،
يسلم لي ها الوجه ، مثل التفاح المقمّر بالشمس)
السلام عليكم، ستي، شوبدي ساعدك
- الله يسعدك يابني ، ليش
جايب (الجزو) معك،(هلأ بينشق، أوبيتلوث بالمي والطين)
= (ستي عنّا تسميع للأستاز
محمد ،، بس بالبيت مو بالجامع، صورة، ألهاكم.. في ولاد وصلوا لـ عبس)
أم حسن تستريح قليلا، تاخد نفسا...(شوف يابني منهو
جا)
حسن: هيْ صاحبتك، جارتنا يا امّي
= عا العافية،شفتكن عم تشتغلوا
قلت(لإجي ساعدكن شوي)
- الله يسعدِك، ياختي،اقعدي
، العمر بيخلص، والشغل ما بيخلص ،خلي بو عهد يشتغل شوي)
(صأ الله، يا سعده) ،وتلتفت
إلى ابنها: هي أختي بالله يا ابني، كانت تجي من حارة بيت قريش ، تحضر معنا الذكر، والجلاله.
حسن( متذاكيا): يا امي، صحيح كان في نسوان تخاوي
رجال،وتقول، فلان أخي بعهد الله،
سمعت الشيخ جمعة عالمنبر، بيقول، مابيصرش ها الحكي
أم حسن: ( دخلك، وشو حكى كمان؟ أنا بحب حكياته)
حسن: ( شو بيعرفني، حكى عا الدين، وجاب سيرة النسوان،
والزلم، وشغلات، مابيصير قلك ياها)
عهد: (يستمع لأطراف الحديث بانتباه)... ستي، إشرب
من هون(ويشير إلى الساقية)
ستي إنتي كنتي بالمدرسة، وإلك رفقات؟ سمعت ولد عم
يقرا (برزخ لايلتقيلن)
الجدة: ياستي شو بيعرفني، منين بتجيب ها الحكي ،
روح شراب من راس النبع أحسن.
ولا تنسى تروح مع أبوك لعند الشيخ جمعة،
عهد: مابدي روح، ياستي
الجدّة: شلون بتقرا قرآن، ومابتروح عا لصلاه ؟؟!
ياستي.. صرت خاف من.. جامع ...خالد.. ابن.. الوليد
((ملاحظة للدعاية والمؤازرة:
. أطفالنا بحاجة لمعالج نفسي))
*****
قالت ابنتي:تمنيت لو عشنا بالضيعة،وتفاجأت اني ما بعرف شي عن الضيعة
*****
قالت ابنتي:تمنيت لو عشنا بالضيعة،وتفاجأت اني ما بعرف شي عن الضيعة
وقالت:بعد القراءات لما تقوم به المرأة الرنكوسية ،واين الرجل؟
وقالت: قرات قصة أم محمود، والتنور، أكثر من مرة، ونمت، وانا افكر بها وببناتها،وبالثلج.
أقول : الحمد لله، استطعت إيصال الرسالة ...
تعليقات
إرسال تعليق